نيسابور ، فلما بلغ ذلك أهل مروالرّوذ ساروا إلى عبد الجبار فقاتلوه فهزموه ، فالتجأ إلى مكان ، فعبر إليه المجشّر (١) بن مزاحم بجند مروالرّوذ فأسره ، ثم أتى به خازم بن خزيمة فألبسه عباءة وأركبه بعيرا مقلوبا وسيّره إلى المنصور في طائفة من أصحابه وأولاده ، فبسط عليهم العذاب ، واستخرج منهم الأموال ، ثم قتل عبد الجبار وسيّر أولاده إلى جزيرة دهلك (٢) ببحر اليمن ، فلم يزالوا بها حتى أغارت الهند عليهم فأسروهم ونجا منه عبد الرحمن ولد عبد الجبار ، فجاء فكتب في الديوان وبقي بمصر حيا إلى سنة سبعين (٣) ومائة.
* * *
وفيها انتهى بناء مدينة المصّيصة بتولّي جبريل بن يحيى الخراسانيّ.
وفيها افتتح المسلمون طبرستان وغنموا غنائم عظيمة بعد حروب جرت.
وفيها عزل عن المدينة ومكة زياد بن عبيد الله. ثم ولي المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسريّ ، وولي مكة الهيثم بن معاوية العتكيّ (٤).
وحجّ بالناس أمير الشام صالح بن علي العباسي.
وفيها استناب المهديّ عنه على خراسان الأمير أسد بن عبد الله.
__________________
(١) في نسخة القدسي ٦ / ٣ «المحشر». بالحاء المهملة ، وما أثبتناه عن الطبري ٧ / ٥٠٩.
(٢) في الأصل «هلك» والتصحيح من الطبري ٧ / ٥٠٩ وابن الأثير ٥ / ٥٠٦.
(٣) في نسخة القدسي ٦ / ٣ «تسعين» والتصحيح من الطبري ٧ / ٥٠٩ وابن الأثير ٥ / ٥٠٦.
(٤) في نسخة القدسي ٦ / ٣ «العكي» والتصحيح من الطبري ٧ / ٥١١ وابن الأثير ٥ / ٥٠٧.