الْمُحْسِنِينَ (٩٠) قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (٩١) قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (٩٢)
____________________________________
التفسير :
كان لا بد لأبناء يعقوب أن يعودوا إلى مصر مرة أخرى ، لا للميرة وحدها ـ إن كانوا يريدون الميرة ـ ولكن استجابة لدعوة أبيهم لهم ، أن يذهبوا فى وجوه الأرض ، ليتحسسوا من يوسف وأخيه .. وإذا كانت مصر هى الوجه البارز ، الذي عرفوه وخبروه ، ثم هى البلد الذي فيه أحد أخويهم المطلوب البحث عنهما ، هذا إلى الأخ الأكبر ، الذي لا يزال ينتظر فى مصر ـ إذ كانت مصر كذلك ، فقد جعلوا وجهتهم إليها ..
وهناك دخلوا على العزيز يستعطفونه ، ويعاودون الحديث معه فى شأن أخيهم الذي اتّهم بالسرقة ، وأخذه العزيز كسارق.!
(قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) بما أصابنا فى أخينا الذي حبسته عندك ، وحرمت والده الشيخ الكبير النظر إليه ..
(وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ) أي بضاعتنا التي جئنا بها هى بضاعة متحركة بين أيدينا من الأنعام : من إبل ، وغنم وحمير ، ونحوها ..
يقال : أزجى الشيء يزجيه ، أي دفعه وحرّكه .. كما فى قوله تعالى : (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ) (٦٦ : الإسراء) وقوله سبحانه : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) .. ويجوز أن تكون البضاعة المزجاة ، بمعنى الرديئة ، التي يدفعها الناس ولا يقبلون عليها ، زهدا فيها.
ـ (فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ) أي اجعل الكيل وافيا على ما عودتنا من قبل.