عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) .. الجحد ، والجحود : الإنكار ، القائم على المكابرة ، والتحدّى للحق والواقع.
والاستيقاز : التثبت من الشيء ، ورؤيته رؤية كاشفة محققة ..
فالقوم ، قد أنكروا هذه الآيات ، وتنكروا لها ، ورموها بالسحر والخديعة ، مع أنهم في قرارة أنفسهم على غير هذا الذي تنطق بهم ألسنتهم في شأنها .. إنهم يرونها أبعد ما تكون عن السحر ، وأنها مما لا تطوله يد بشر .. ولكن لما عندهم من جرأة على العدوان ، واستكبار على الخضوع للحق ، والولاء له .. أنكروا هذا الذي يجدونه في دخيلة أنفسهم لهذه الآيات.
وقوله تعالى : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) .. الأمر هنا هو إلفات للنبى ، ولكل من عنده استعداد للنظر السليم في وجه الحق وتقبله ..
فالذى ينظر ، بعين مبصرة ، إلى ما حل بهؤلاء القوم ، يرى العبرة فيما أخذهم الله به ، وأن مصرعهم كان حتما مقضيا به ، على كل من يذهب مذهبهم ، ويأخذ طريقهم ، الذي لا يصلح عليه أمر من يسير عليه ، لأنه طريق فاسد ، لا يرى عليه إلا المفسدون ..
____________________________________
الآيات : (١٥ ـ ١٩)
(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ