لهمة الرسول ، وبيان لمنهج دعوته ، وهو أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه ، وأن يسمع الذين إذا سمعوا ودعوا واستجابوا ..
و «إن» هنا نافية بمعنى «ما» .. أي ما يبلغ تبليغك إلا أسماع أهل السلامة والعافية في عقولهم وقلوبهم ـ فهؤلاء إذا سمعوا وجدوا لما يسمعون جوابا حاضرا ، فى أنفسهم .. وهو التسليم ، والإسلام ..
وقوله تعالى : (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا) أي لا يسمع هذه الآيات إلا من كان عنده استعداد لتقبل الحق ، والاهتداء بالهدى إذا التقى به.
وقوله تعالى : (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) جملة من مبتدأ وخبر ، والفاء للسببية ، أي أنهم يسمعون كلام الله ، ويملئون به عقولهم وقلوبهم ، لأنهم مسلمون بالفطرة ، وبما عندهم من استعداد للإيمان .. أما من فسدت فطرته ، فإنه لن يسمع ، وإن سمع لا يعقل!
قوله تعالى :
(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ).
(الدابة التي تكلم الناس .. ما هى؟)
اضطرب المفسرون في تفسير هذه الآية ، وأكثروا من المقولات في هذه الدابة ، وفي أوصافها العجيبة ، وفي كيفية نطقها ، وفيما نطقت به .. وهل يكون ذلك في الدنيا أم في الآخرة .. فهم يقولون إنها من أشراط الساعة ، ويذكرون لذلك أحاديث تنسب إلى النبيصلىاللهعليهوآله .. ويقولون إنه يخرج في كل بلدة دابة ، مما هو مبثوث من نوعها في الأرض .. وفي أوصافها .. يقولون : إنها