محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوسلم ، فلولاه من كنت؟ ولو لا أنّي عاهدت الله أن لا أقتل هاشميّا لما ناظرتك (١).
ثم أحضر المهديّ ولد عمّه داود بن عليّ ، فاعترف بالزّندقة ، نسأل الله الثّبات ، فقال المهديّ لولده الهادي : إن وليت من بعدي فلا تمهل هذين ، فمات ابن داود في السجن ، وخنق الهادي يعقوب هذا ، وبعث به إلى أخيه إسحاق بن الفضل ، وأظهر أنّه مات في السجن ، وظهرت بنته فاطمة أنّها حبلى منه ، أكرهها (٢).
* * *
[وقعة فخّ]
وفيها في أواخر السنة وقعة فخّ ، ومن خبرها أنّ الحسين بن عليّ بن حسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب خرج بالمدينة ، وكان آل بيته قد كفل بعضهم بعضا ، فسكر الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن ، فحدّه والي المدينة فغضب وفقدوه ، وكان الحسين كفيله (٣).
قال عبد الله بن محمد الأنصاريّ : كان أمير المؤمنين قد كفّل بعضهم بعضا ، فكان الحسين هذا ، ويحيى بن عبد الله بن حسن قد كفلا الحسن الّذي حدّ ، فتغيّب الحسن ثلاثة أيّام ، فطلبهما الأمير ، فقال : أين الحسن؟ قالا : والله ما ندري ، إنّما غاب من يومين ، فأغلظ لهما ، فحلف يحيى أنّه لا ينام حتّى يأتيه به ، أو يردّ الخبر ، فلما خرجا قال له الحسين : سبحان الله ما دعاك إلى اليمن؟ ومن أين نجد الحسن؟ قال : فنخرج الليلة ، فقال الحسين : فيكسر بخروجنا اللّيلة ، ما بيننا وبين أصحابنا من الميعاد ، قال : فما الحيلة؟ وقد كانوا تواعدوا على الخروج بمنى في الموسم (٤).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ١٩٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٨٩.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ١٩٠ ، ١٩١ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٨٩.
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ١٩٢ ، ١٩٣.
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ١٩٣.