وفرش الأرض : بسطها كما يبسط الفراش للنوم ، والماهد : الذي يهيىء الشيء ويمهده كما تمهد الأرض للزرع ، وكما يمهد الفراش للنوم ، ومنه المهد ، وهو ما يهيهأ من فراش لنوم الوليد ..
والمخصوص بالمدح ، دلّ عليه المقام ، أي فنعم الماهدون نحن ، أي الله سبحانه وتعالى ..
قوله تعالى :
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ..
هو معطوف على ما قبله ، أي وفرشنا الأرض ، وخلقنا من كل شىء زوجين ..
و «من» هنا للاستغراق .. أي وكلّ شىء خلقناه متزاوجا .. أي أن الشيء الواحد ليس فى حقيقته شيئا واحدا ، وإنما هو شيئان اجتمع بعضهما إلى بعض ، فكان منهما هذا الشيء .. وهذا دليل على أن الخالق وحده ، هو الواحد الذي لا شريك له ..
فالخليّة التي هى أصل بناء الكائن الحىّ ، تنقسم على نفسها ، فى عملية أشبه بعملية التوالد ، وبهذا الانقسام ينمو الكائن الحىّ .. فالحلية تنقسم إلى خليتين ، وكل خلية منهما تنقسم إلى خليتين .. وهكذا ، إلى ما لا يحصى من الخلايا التي يضمها كيان الكائن الحىّ من مولده إلى تمام نموه .. فإذا تم نمو الكائن الحىّ لم تتوقف عملية التوالد ، وإنما يقابلها من جهة أخرى عملية الهدم ، فى نسب تأخذ فى ازدياد ما يهدم على ما يبنى ، كلما تقدم الكائن الحىّ نحو طريق الفناء .. فإذا توقفت عملية البناء ، مات الكائن الحىّ ..
هذا فى الخلية .. وكذلك الشأن فى النواة ، إنها تتكون من فلقين يضمان