بينهما بذرة الحياة ، التي لا تأخذ طريقها إلى الحياة إلا إذا وجدت الظروف الملائمة التي تعمل على فلق النواة إلى شقّيها ، وإخراج بذرة الحياة منهما ..
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) (٩٥ : الأنعام) ..
والإنسان خلية كبيرة مكونة من أعداد لا تعدّ بحسابنا ـ من الخلايا ، وكما يتم نموه الشخصىّ بالتوالد الذاتي بين خلاياه ، يتم نموه الجنسي بالتزاوج بين الذكر والأنثى ، وذلك بين خلية من الذكر وخلية من الأنثى عند التقاء الرجل بالمرأة .. وهكذا الحيوان ، والنبات .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً)
فإذا تجاوزنا عالم الأشياء التي تتوالد بالزواج ، وجدنا هذه المزاوجة قائمة فى عالم المعاني ، مثل الحق والباطل ، والخير والشر ، والإيمان والكفر ، والهدى والضلال ، والسعادة والشقاء.
وهكذا المزاوجة فى كل شىء ، حيث لا يوجد شىء إلا وله ما يقابله .. وذلك مما يشهد لله سبحانه وتعالى بالوحدانية والتفرد ، فهو الواحد الأحد ، الفرد ، الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ..
قوله تعالى :
(فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ..
الفرار إلى الله : الالتجاء إليه ، والاحتماء به ، والاستظلال بظله ..
وفى الدعوة بالفرار إلى الله ، إشارة إلى أن هناك خطرا يتهدد الإنسان ، إذا هو خرج عن أمر ربه ، وحاد عن الصراط المستقيم .. إنه حينئذ يقع تحت