يد الشيطان ، الذي يفترسه ، كما يفترس الذئب ضالّة الغنم ..
وقوله تعالى : (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) هو بيان من الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ، يدعو الناس إلى الله ، وأن يعجلوا بالفرار إليه ، وتلك الدعوة ليست من عنده ، وإنما هو رسول الله بها إليهم .. إنه نذير مبين من الله إليهم ، يبيّن لهم بما معه من كلمات ربه ، طريق الهدى ، وينذرهم من عذاب الله إذا هم خرجوا عن هذا الطريق ، وركبوا طريق الضلال ..
قوله تعالى :
(وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ..
ومن مقتضى الفرار إلى الله ، الإيمان به ، والإقرار بوحدانيته ، واطراح كل معبود سواه ..
وجاء النهى هنا عن الشرك بالله ، وعن اتخاذ إله آخر معه ، تأكيدا لما تضمنه الأمر بالإيمان بالله الذي هو حبل النجاة ، فإذا أمسك به الإنسان كان فى الناجين ، على أي وجه كان عمله بعد ذلك ..
وفى قوله تعالى : (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ـ تأكيد لهذه الدعوة التي يدعو الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ الناس إليها ، وهى الإيمان بالله وحده ..
وفى إعادة فاصلة الآية : (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ـ إعجاز من إعجاز القرآن ، حيث يجعل من الآيتين ـ الآمرة والناهية آية واحدة ، الأمر الذي يدعو إلى الجمع بينهما ، والأخذ بهما جميعا ، وأن الأخذ بواحدة منهما لا يغنى عن الأخذ بالأخرى .. وكأن نظم الآيتين هكذا ..
(فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ .. إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)