هذا الغلاف لم يكن لهذه الأشعة وجود فى مرأى العين ..
أما قوله تعالى : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) ـ فهو أيضا أثر من آثار خروج الإنسان يوم القيامة من عالم الأرض .. حيث يرى الشمس شمسا ، والقمر قمرا ، فى حال واحدة ، لا يحكم رؤيته لهما ، ليل أو نهار ..
* * *
هذه وقفة قصيرة غاية القصر مع تلك المشاهد التي يراها الإنسان يوم القيامة ، من عوالم الوجود .. ولو أننا ذهبنا نتقصّى وجوه النظر المختلفة ، لخرج بنا ذلك عن المنهج الذي التزمناه ، فى هذا التفسير لكتاب الله ..
بقيت كلمة لا بد منها فى التعقيب على هذا البحث ، وهى ، الإجابة على هذا السؤال :
هل يكون البعث بالأجساد ، أو الأرواح؟.
وهذه قضية كثرت فيها الأقوال وتضاربت الآراء ، ولا نحسب أن إجابتنا على هذا السؤال بالذي يحسم الأمر ، ويرفع الخلاف فيها ، بل إنه ربما وسّع من شقة الخلاف ، وأضاف إلى المقولات المتخالفة مقولة!
ومع هذا ، فإن إمساكنا عن القول فى هذه القضية ، لا يخفف من حدة الخلاف فيها ، ولا يمسك ذوى الآراء عن الخوض فى تلك القضية ، التي هى وسواس كل خاطر ، وامتدا كل نظر إلى الحياة ، وما وراء الحياة.
فنقول إننا نرجح الرأى القائل بأن البعث يكون بالأرواح لا بالأجسام ..