ولنا فى قوله تعالى : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) ، وقوله سبحانه : (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) ـ لنا فى هذا شاهد نلمح منه صورة الحياة التي يكون عليها الناس يوم القيامة ، وهى أنها حياة أشبه بحياة الطير ، حيث ينطلق الناس فى العوالم العليا ، إلى حيث الكواكب والنجوم ..
والأرواح الإنسانية التي نلمحها من الآبتين الكريمتين ، ليست أرواحا مجردة ، بل هى أرواح ، تلبس أجسادا شفافة ، هى قوالب روحانية ، على هيئات بشرية يعيش فيها الناس .. وهى ما يسمى بالنفس ، التي هى وسط بين الروح ، والجسد (١) ..
* * *
قوله تعالى :
(هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) ..
فى الإشارة إلى النار ، دعوة لأهلها إلى ورودها ، ونزولهم ضيوفا عليها ، ليطعموا مما تقدّمه لهم من زاد عتيد تلقاهم به ، وتغاديهم وتراوحهم بصنوفه وأكوانه ..!!
وفى الدعوة إلى هذا المكروه ، مزيد من الاستهزاء والإيلام لهؤلاء الأشقياء ، الذين يساقون إلى هذا العذاب الأليم .. مثل قوله تعالى : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) ..
وقوله تعالى :
(أَفَسِحْرٌ هذا؟ أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ)؟
__________________
(١) انظر هذا البحث فى كتابنا قضية الألوهية الكتاب الثاني .. الله والإنسان