حسن أو قبح هذه الملحقات به .. ومن هنا نجد الصحاف التي يقدم فيها الطعام لأهل الجنة صحافا من ذهب ، والأكواب التي يقدم فيها الشراب قوارير من فضة .. ولهذا أيضا نجد لكئوس الخمر ، وسقاتها ، أوصافا يتغنىّ بها الشعراء الذين يغشون مجالس الخمر ، ويتساقون كئوسها ، تماما كما يتغنّون بالخمر ، وأوصافها ، وما فيها من جودة وعتق .. فيقول أبو نواس مثلا فى وصف الكأس :
تدار علينا الرّاح فى عسجدية |
|
حبتها بأنواع التصاوير فارس |
قرارتها كسرى ، وفى جنباتها |
|
مهّا تدّريها بالقسيّ الفوارس |
فللخمر ما زرّت عليه جيوبهم |
|
والماء مادارت عليه القلانس |
قوله تعالى :
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ).
أي ومن أحوال أهل الجنة ، أنهم يتفكهون بتلك الأحاديث المسعدة ، التي يذكرون بها فضل الله عليهم ، وإحسانه إليهم ، بإنزالهم هذا المنزل الكريم ، بعد أن نجاهم من هذا البلاء ، وعافاهم من ذلك العذاب الذي يصلاه أهل الجحيم من أهليهم ، وإخوانهم ، وأقوامهم ، الذين كفروا بالله ، وصدّوا عن سبيله ...