التفسير :
قوله تعالى :
* (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
معنى «تبارك» أي تمجّد ، وتعظم ، وكثر خيره وبركته على مخلوقاته .. فهو .. خبر يراد به إظهار ما أفاض الله سبحانه على هذا الوجود من خير وبركة ، فالله سبحانه ، بيده الملك كله ، لا يملك أحد معه شيئا ، وهو سبحانه القادر على كل شىء ..
وإنه ليس بكثير على من لا ينفذ خيره ، وعلى من يملك كل شىء ، ويقدر على كل شىء ـ أن يفيض هذا الخير على الوجود ، حتى لينال منه البرّ والفاجر ، وحتى ليكون من الفجار من يملك من متاع الدنيا ما يقيم به سلطانا قاهرا على الناس ، مثل فرعون الذي حشر ، فنادى ، فقال أنا ربكم الأعلى ..
وإنه إذ كانت هنا دنيا يتقلّب فيها الناس ، فإن هناك وراء هذه الدنيا حياة أخرى ، أخلد وأبقى ، وهى الحياة التي خلق الناس فعلا لها ، وأنهم لم يخلقوا لهذه الدنيا ، إلا لتكون معبرا لهم إلى الآخرة ، كما يقول سبحانه :
(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (٦٤ : العنكبوت).
ولكن كثيرا من الناس جعلوا هذه الحياة الدنيا هى حياتهم ، التي لا حياة لهم بعدها ، ولهذا فإنهم لم يلتفتوا إلى الحياة الآخرة ، ولم يعملوا لها حسابا ..