الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (٨) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (١٠) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (١١) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (١٣) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (١٤)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً. وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً. فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً. فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً).
يقول الأستاذ الإمام «محمد عبده» رحمهالله ، عن هذه الأقسام التي أقسم الله سبحانه وتعالى بها من مخلوقاته ـ يقول :
«جاء فى القرآن الكريم ضروب من القسم ، بالأزمنة والأمكنة والأشياء ..
والقسم إنما يكون بشىء يخشى المقسم إذا حنث فى حلفه به أن يقع تحت للؤاخذة ـ نعوذ بالله أن يتوهم شىء من هذا فى جانب الله ـ وما كان الله جل شأنه ليحتاج فى تأكيد أخباره إلى القسم بما هو من صنع قدرته ، فليس لشىء فى الوجود قدر إذا نسب إلى قدره تعالى ، الذي لا يقدره القادرون ، بل لا وجود لكائن إذا قيس إلى وجوده ـ سبحانه ـ إلا لأنه انبسط عليه شعاع من أشعة ظهوره جل شأنه.
ولهذا ، قد يسأل السائل عن هذا النوع من الخبر الذي اختص به القرآن وكيف يوجد فى كلام الله؟