أي فى أي شىء أنت أيها النبي من ذكرها لهم؟ إنك لا تدرى ما جواب هذا السؤال الذي يسألونك فيه عن يومها ، لأنك لم تسأل ربك هذا السؤال ، ولم تشغل نفسك به ، ولم تتكلف له جوابا ، لأنه ليس الذي يعنيك من هذا اليوم موعده ، وإنما الذي أنت مشغول به منه ، هو لقاؤه ، والإعداد له .. وهو آت لا ريب فيه ..
قوله تعالى :
(إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها)
أي أن أمر الساعة عند الله ، وإليه منتهى مسيرة الناس إليها ، لا يعلم أحد متى يكون ذلك .. كما يقول سبحانه : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها؟ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) (١٨٧ : الأعراف)
قوله تعالى :
(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها)
أي أنه ليس لك أن تسأل عنها ، ولا أن تجيب السائلين عن سؤالهم عن يومها ، فليس ذلك من رسالتك ، وإنما رسالتك هى أن تنذر بها ، وتحذّر منها ، من يخشاها ، ويعمل حسابها ، ويعدّ نفسه ليومها.
قوله تعالى :
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها)
أي أن هؤلاء الذين يسألون عن الساعة ، ويستعجلون يومها ، استهزاء ، واستخفافا ، دون أن يعدّوا أنفسهم لها ـ هؤلاء سيعلمون حين تطلع عليهم أن رحلتهم إليها لم تطل ، وأنهم لم يلبثوا فى دنياهم إلا عشية ليلة ، أو ضحى هذه الليلة ..
* * *