سورة الإخلاص
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤))
وفيها قولان : أحدهما : أنها مكّيّة ، قاله ابن مسعود ، والحسن ، وعطاء ، وعكرمة ، وجابر. والثاني : مدنيّة ، روي عن ابن عباس ، وقتادة ، والضّحّاك.
(١٥٨١) وقد روى البخاريّ في أفراده من حديث أبي سعيد الخدري أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «والذي نفسي بيده إنّها لتعدل ثلث القرآن».
(١٥٨٢) وروى مسلم في أفراده من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّها تعدل ثلث القرآن». وفي سببها نزولها ثلاثة أقوال :
(١٥٨٣) أحدها : أنّ المشركين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم انسب لنا ربّك ، فنزلت هذه السورة ، قاله أبيّ بن كعب.
(١٥٨٤) والثاني : أنّ عامر بن الطّفيل قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إلام تدعونا يا محمّد؟ قال : إلى الله عزوجل. قال : صفه لي ، أمن ذهب هو ، أو من فضّة ، أم من حديد ، فنزلت هذه السورة ، قاله ابن عباس.
(١٥٨٥) والثالث : أنّ الذين قالوا هذا ، قوم من أحبار اليهود قالوا : من أي جنس هو ، وممّن
____________________________________
(١٥٨١) صحيح. أخرجه البخاري ٥٠١٣ و ٦٦٤٣ و ٧٣٧٤ ومالك ١ / ٢٠٨ وأحمد ٣ / ٣٥ وأبو داود ١٤٦١ والنسائي ٢ / ١٧١ وابن حبان ٧٩١ كلهم من حديث أبي سعيد الخدري. وانظر «تفسير القرطبي» ٦٥٢٢.
(١٥٨٢) صحيح. أخرجه مسلم ٨١٢ وأحمد ٢ / ٤٢٩ من حديث أبي هريرة. وانظر «تفسير الشوكاني» ٢٨٧١ بتخريجنا.
(١٥٨٣) حسن. أخرجه الترمذي ٣٣٦٤ وأحمد ٥ / ١٣٤ والحاكم ٢ / ٥٤٠ والطبري ٢٨٢٩٨ والواحدي ٨٨٠ من حديث أبي العالية عن أبيّ بن كعب به ، وإسناده لا بأس به ، وله شواهد. وورد من مرسل أبي العالية : أخرجه الطبري ٣٨٣٠٠. وورد من حديث جبير : أخرجه أبو يعلى ٢٠٤٤ والطبري ٣٨٣٠١ والواحدي في «أسباب النزول» ٨٨١ وفي «الوسيط» ٤ / ٥٧٠ ـ ٥٧١. وإسناده ضعيف ، فيه مجالد بن سعيد ، وهو ضعيف. وورد من مرسل عكرمة ، أخرجه الطبري ٣٨٢٩٩ ، فهذه الروايات تتأيد بمجموعها.
(١٥٨٤) عزاه البغوي في «التفسير» ٤ / ٥٤٤ لأبي صالح وأبي ظبيان عن ابن عباس ، وأبو صالح متهم في روايته عن ابن عباس ، وراوية أبي ظبيان ابنه قابوس ، وهو ضعيف. ولا يصح هذا الخبر ، وتقدم ذكر أربد في سورة الرعد.
(١٥٨٥) لم أره عن الضحاك مسندا ، ومرسل قتادة ، أخرجه الطبري ٣٨٣٠٣ ، ولا يصح هذا الخبر ، فإن السورة