قلت : ابن عشرين.
قال : أمّا لحيتك فلحية ابن أربعين.
عن ابن وهب قال : كلّ ما في كتب مالك : «أخبرني من أرضى من أهل العلم» ، فهو : اللّيث (١).
قال الفلّاس : سمعت ابن مهديّ يحدّث عن ابن المبارك ، عن اللّيث ، قال يحيى بن بكير : لم أر مثل اللّيث ولا أكحل منه. كان فقيه البدن ، عربيّ اللسان ، يحسن القرآن والنّحو ، ويحفظ الشّعر والحديث ، حسن المذاكرة (٢).
قال ابن بكير عن يعقوب وزير المهديّ قال : قال لي أمير المؤمنين لمّا قدم اللّيث العراق : الزم هذا الشيخ ، أو قال أكرم ، فقد ثبت عندي أنّه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه (٣).
وقال أبو صالح كاتب اللّيث : كنت مع اللّيث لمّا خرج إلى العراق ، فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علّيّة والكتاب بيدي ، فإذا فرغ منه رميت به إليهم فينسخوه.
وروى عبد الملك بن شعيب ، عن أبيه قال : قيل لليث : أمتع الله بك ، إنّا نسمع منك الحديث ليس في كتب.
فقال : أكلّ ما في صدري في كتبي؟ لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب (٤). رواها أبو سعيد بن يونس ، نا أحمد بن محمد بن الحارث ، نا محمد بن عبد الملك ، عن أبيه ، فذكرها.
ابن بكير قال : قال اللّيث : كنت بالمدينة مع الحجاج ، وهي كثيرة السّرقين (٥) ، فكنت ألبس خفّين ، فإذا بلغت باب المسجد نزعت إحداهما
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٧٤.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٦ ، وفيات الأعيان ٤ / ١٣٠ ، وتهذيب الأسماء ٢ / ٧٤ وفيه «حسن الذاكرة».
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٥.
(٤) انظر نحوه في حلية الأولياء ٧ / ٣١٩ ، وهو بتمامه في وفيات الأعيان ٤ / ١٣٢.
(٥) السّرقين : الزبل.