__________________
ثلاثين قولا ذكر جلها الرازي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى «الم ذلك الكتاب اه» في سورة البقرة فراجع ولعل أقربها إلى الصواب كما يستفاد من هذه الأخبار ويؤيده آيات الكتاب ما ذهب إليه جمع من محققي علماء الإمامية وبعض المفسرين من العامة وهو أن هذه الحروف هي أسرار بين الله ورسوله ورموز لم يقصد بها إفهام غيره وغير الراسخين في العلم من ذريته كما قال تعالى (وأخر متشابهات) إلى قوله (وما يعلم تأويله إلّا الله والرّاسخون في العلم) وهذين الخبرين وغيرهما أيضا يدلان على أنها من جملة الرموز المفتقرة إلى البيان وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.
ثم لا يخفى أن هذين الخبرين من معضلات الأخبار ومخيبات الأسرار ونحن نذكر بعض ما قيل في شرحهما على ما هو المناسب لوضع هذه التعليقة فنقول : قال العلامة المجلسي (ره) : بعد نقلهما عن كتاب معاني الأخبار في شرح الحديث الأول ما لفظه : هذا الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لأنه كان ألف شهر ولا على تاريخ الهجرة مع ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول ولا على تاريخ عام الفيل لأنه يزيد على أحد وستين ومائة مع أن أكثر نسخ الكتاب (يعني كتاب معاني الأخبار) أحد وثلاثون ومائة وهو لا يوافق عدد الحروف ثم قال (ره) : وقد أشكل علي حل هذا الخبر زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الأباجد في كتاب عيون الحساب فوجدت فيه أن ترتيب الأبجد في القديم الذي ينسب إلى المغاربة هكذا : أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، صعفض ، قرست ، ثخذ ، ظغش ، فالصاد المهملة عندهم ستون والضاد المعجمة تسعون والسين المهملة ثلاثمائة والظاء المعجمة ثمانمائة والغين المعجمة تسعمائة والشين المعجمة ألف فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع ولعل الاشتباه في قوله والصاد تسعون من النساخ لظنهم أنه مبني على المشهور وحينئذ يستقيم إذا بني على البعثة أو نزول الآية كما لا يخفى على المتأمل «انتهى» وقال في شرح الحديث الثاني : الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الأخبار هو أنه ع بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق وجماعة من أهل الباطل