__________________
فاستخرج (ع) ولادة النبي (ص) من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها وبيناتها كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات كأن يعد ألف لام ميم تسعة ولا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور فإنك إذا عددتها كذلك تصير مائة وثلاثة أحرف وهذا يوافق تاريخ ولادة النبي (ص) لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم (ع) مائة سنة وثلاث سنين وإليه أشار بقوله (ع) «وتبيانه» أي تبيان تاريخ ولادته (ص) ثم بين أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها (فالم) التي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول إذ أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت دولة عبد المطلب فهو مبدأ التاريخ ومن ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول وبعثته كان قريبا من أحد وسبعين الذي هو عدد (الم) فالم ذلك ـ إشارة إلى ذلك وبعد ذلك نظم القرآن (الم) الذي في آل عمران فهو إشارة إلى خروج الحسين (ع) إذا كان خروجه في أواخر سنة ستين من البعثة.
ثم بعد ذلك في نظم القرآن (المص) فقد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها لكن يشكل هذا من حيث إن ظهور دولتهم وابتداء بيعتهم كان في سنة اثنين وثلاثين ومائة وقد مضى من البعثة حينئذ مائة وخمس وأربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ثم قال (ره) : ويمكن التفصي عن هذا الإشكال بوجوه :
الأول : أن يكون مبدأ هذا التاريخ غير مبدأ (الم) بأن يكون مبدأ ولادة النبي (ص) مثلا فإن بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة وظهور بعض أمرهم في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان ومائة من ولادته (ص) إلى ذلك الزمان كان مائة وإحدى وستين سنة.
الثاني : أن يكون المراد بقيام قائم ولد عباس استقرار دولتهم وتمكنهم وذلك كان في أواخر زمن المنصور وهو يوافق هذا التاريخ من البعثة :
الثالث : أن يكون هذا الحساب مبنيا على ما في شرح الحديث السابق من كون الصاد في ذلك الحساب ستين فيكون مائة وإحدى وثلاثين فيوافق تاريخه تاريخ (الم) إذ في سنة مائة وسبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان.