__________________
نصر ومولد النبي (ص) كان ألفا سنة وعشر سنين ما سوى الكسورات المذكورة ، فبين في الحديث أنها ثلاث وتسعون سنة وكذا لو بني على قول من قال بأن ما بين وفاة موسى وملك بخت نصر كان سبعمائة وكسرا يمكن تصحيح الحساب بأنه يكون مجموع ما بين خلق آدم إلى ولادة النبي (ص) على هذا الحساب خمسة آلاف سنة وثمانمائة وكسرا كما صرح به بعضهم أيضا بأن هذا كله على حساب السنين الشمسية فيكون بالقمرية المضبوط بالشهور العربية ستة آلاف سنة وكسرا.
ففي الحديث المذكور أيضا صرح (ع) بأن ذلك الكسر مائة وثلاث سنين مع قطع النظر عن الشمسية والقمرية نقول أيضا إذا كان على هذا الحساب عدد الألوف خمسة والمائة المعلومة ثمانية بقيت الكسور التي بين هذه التواريخ غير معلومة فربما يكون جميعها ثلاثمائة وثلاث سنين كما أخبر الإمام (ع) ويؤيده تصريح بعض المورخين بأن من هبوط آدم إلى مولد النبي (ص) ستة آلاف سنة ومائة وثلاث وستون سنة فافهم.
واعلم أيضا أن مراد شيخنا (ره) بقوله في تطبيق الم الله على خروج الحسين (ع) وإنما كان شيوع أمره يعني أمر النبي (ص) بعد سنتين من البعثة دفع ما يرد على ذلك من أن ما بين مبدإ البعثة إلى خروج الحسين (ع) كان ثلاثا وسبعين سنة فزيد حينئذ سنتان ، ولعله (ره) لم يحتج إلى هذا التكلف مع بعده بل كان له أن يجعل مبنى الحساب على السنين الشمسية فإن خروجه (ع) كان في آخر سنة ستين من الهجرة بحساب سنين القمرية فيصير من البعثة إليها بحساب الشمسية واحدة وسبعين سنة كما هو ظاهر على الماهر وكأنه (ره) لم يتوجه إلى هذا التوجيه لأنه لا يجري فيما سيأتي في تاريخ قيام القائم (ع) فتأمل.
ثم اعلم أيضا أن الوجه الأول الذي ذكره طاب مرقده في التفصي عما استشكله في كون المص تاريخ قيام قائم بني العباس وجه جيد ، لكن لم يكن له حاجة إلى أن يتكلف بجعل تاريخ القيام زمان ظهور أمرهم بل إن جعل تاريخ ذلك زمان أصل ظهور دعوتهم في خراسان وبدو خروج قائمهم والأعوان أعني أبا مسلم المروزي لتم الكلام أيضا حق التمام فإن أصل ظهور تلك الدعوة على ما صرح به هو أيضا أخيرا كان في سنة مائة وسبع