بمكارم الأخلاق ، وينهى عن ملائمها ، فكونوا في هذا الأمر رءوسا ولا تكونوا فيه أذنابا.
فلم يلبث أن حضرته الوفاة ، فقال : أوصيكم بتقوى الله وصلة الرّحم. فذكر باقي الحديث في وصيته.
قال ابن السّكن : حدثنا ابن صاعد ، حدثنا الحسن بن داود عن محمد بن المنكدر.حدّثنا عمر بن علي المقدّمي ، عن عليّ بن عبد الملك عن عمير ، عن أبيه ، فذكره وهو مرسل.
قال ابن عبد البرّ : ليس في هذا الخبر ما يدل على إسلامه.
قال ابن فتحون : قد ذكره الباورديّ في الصحابة كما ذكره ابن السكن. وأخرج الخبر عن إبراهيم بن يوسف. عن المنكدر ، لكن قد ذكره الأموي في المغازي قال : حدثني عمي عن عبد الله بن زياد ، حدّثني بعض أصحابنا ، عن عبد الملك بن عمير ـ نحوه. وزاد أنه قرّب له بعيره ، فركب متوجّها إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فمات في الطريق. قال : ويقال نزلت فيه هذه الآية : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ...) [النساء : ١٠٠] الآية.
وعبد الله بن زياد هو ابن سمعان أحد المتروكين ، فهذا لو صحّ لكان حجّة على ابن عبد البرّ في كونه أسلم ، ويكون على شرطه في إخراجه أمثاله في كتابه ممن لم يلق النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وقد وجدت له شاهدا ذكره أبو حاتم السجستانيّ في كتاب المعمّرين ، عن عمرو بن محمد السعديّ ، عن عامر الشعبيّ ، قال : سألت ابن عباس عن هذه الآية ، فقال : نزلت في أكثم بن صيفي قلت : فأين الليثي؟ قال : كان هذا قبل الليثي بزمان ، وهي خاصة عامة.
وروى أبو حاتم أيضا في المعمّرين عن رشدين بن كريب ، عن أبيه عن ابن عباس ـ أن الآية المذكورة نزلت فيه.
وقال الأصمعيّ : حدّثنا أبو حاضر الأسديّ ، عن أبيه. قال : كان فيما أوصى به أكثم بن صيفي ولده عند خروجه إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم .... فذكر قصته.
وقال العسكريّ في الصّحابة في فصل من أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولم يلقه : روى أهل
__________________
(١) / ١١ ، وابن أبي شيبة في المصنف ١١ / ٤٣١ والبيهقي في دلائل النبوة ١ / ١١٦ ، ١٣٢ ، كنز العمال حديث رقم ٣١٨٦٧ ، ٣١٩٥٠ ، ٣٢٠٢٠ ، ٣٥٥١٢.