حرف الحاء المهملة
القسم الأول
[باب الحاء بعدها الألف]
١٣٥٨ ـ حابس بن دغنة الكلبيّ (١). له خبر في أعلام النّبوّة ، وله صحبة ، كذا أورده أبو عمر مختصرا.
والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبيّ من حديث عديّ بن حاتم ، قال : كان لي عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنّة ، فبينا أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مرّوع الفؤاد ، فقال : دونك إبلك. فقلت : ما هاجك؟ قال : بينا أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل تجاهي كأنّ رأسه رخمة. فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى ، فقال :
يا حابس بن دغنة يا حابس |
|
لا تعرضن بقلبك الوساوس |
هذا سنا النّور بكفّ القابس |
|
فاجنح إلى الحقّ ولا تدالس |
[الرجز]
قال : ثم غاب ، فروّحت إبلي وسرحتها إلى غير ذلك الوادي ، ثم اضطجعت فإذا راكب قد ركضني ، فاستيقظت فإذا هو صاحبي وهو يقول :
يا حابس اسمع ما أقول ترشد |
|
ليس ضلول حائر كمهتدي |
لا تتركن نهج الطّريق الأقصد |
|
قد نسخ الدّين بدين أحمد |
[الرجز]
قال : فأغمي والله عليّ ثم أفقت بعد زمن ، فذكر بقية القصّة.
وفي آخرها : قال حابس : يا عديّ ، قد امتحن الله قلبي للإسلام ، ففارقني ، فكان آخر عهدي.
__________________
(١) أسد الغابة ت [٨٣٤] ، الاستيعاب ت [٣٨٨].