معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه.
قال : فقدموا عليه فأسلموا ، قال : فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم ، فخرجا في أثره ، فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا ، ثم قدما على أصحابه ، فقالا لهم : ما ذا أمركم به أكثم؟ قالوا : أمرنا بالإسلام ، قال : فأسلما معهم.
قال أبو حاتم : عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة ، وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين عاش مائتين وسبعين سنة ، ويقال : بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة.
قلت : وأنشد له المرزبانيّ :
وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة |
|
إلى مائة لم يسأم العيش جاهل |
أتت مائتان غير عشر وفائها |
|
وذلك من مرّ اللّيالي قلائل (١) |
[الطويل]
[وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم. ونقل عنه أنه كان يقول : إنما قلب الرجل مضغة منه ، وإنه ينحلّ كما ينحلّ سائر جسده. وقال الخطيب : وكانت له حكمة وبلاغة](٢).
٤٨٦ ز ـ الأكدر بن حمام بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زرّ بن تميم اللخمي ، وله إدراك.
قال سعيد بن عفير : شهد فتح مصر هو وأبوه.
وقال أبو عمر الكنديّ في كتاب الخندق : حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن ربيعة ، عن أبيه : حدثني الوليد بن سليمان ، قال : كان أكدر علويّا ، وكان ذا دين وفضل وفقه في الدين ، وجالس الصحابة ، وروى عنهم ، وهو صاحب الفريضة التي تسمّى الأكدريّة ، وكان ممن سار إلى عثمان ، وكان معاوية يتألّف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه ، ويرفع مجلسه ، فلما حاصر مروان أهل مصر أجلب عليه الأكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه ، فلما صالح أهل مصر مروان علم أنّ الأكدر سيعود إلى فعلاته ، فألّب عليه قوما من أهل الشّام فادّعوا عليه قتل رجل منهم ، فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله.
قال : فحدثني موسى بن عليّ بن رباح ، عن أبيه ، قال : كنت واقفا بباب مروان حين دعا بالأكدر ، فجاء ولا يدري فيما دعي إليه ، فما كان بأسرع من أن قتل ، فتنادى الجند. قتل
__________________
(١) ينظر البيتان في الاشتقاق لابن دريد : ٢٠٧.
(٢) سقط في أ.
الإصابة/ج١/م٢٣