طريق ابن مجمّع المذكور : جعفر بن عمرو هذا ليس هو ابن عمرو بن أمية الضّمري لصلبه ، وإنما هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية ، وإنما الحديث عن أبيه عمرو عن جده عمرو بن أميّة.
قلت : فالضمير في قوله عن جده عائد إلى عمرو بن فلان لا إلى جعفر ، وتبين أنّ الحديث من مسند عمرو بن أمية الضمريّ لا من مسند أمية.
تنبيه : وقع في معجم الطّبرانيّ في الحديث المذكور : عن جعفر بن عوف ، عن إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمّع ، عن الزهري : أخبرني جعفر. انتهى.
وقوله : عن الزّهريّ من المزيد في متّصل الأسانيد. وأما الحديث الثاني فسقط منه لفظة واحدة وهي ابن.
والصّواب : عن الزّهري عن ابن عمرو بن أميّة عن أبيه ، والزهريّ لم يلحق عمرو بن أميّة ، وإنما روى عن ابنه جعفر كما سنوضحه.
وقد قال ابن مندة أيضا : أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ، أخبرنا أبو مسعود ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عمرو بن أمية الضمريّ ، عن أبيه ، قال : رأيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم أكل كتف شاة ثم صلّى ولم يتوضّأ (١). قال ابن مندة : كذا رواه عبد الرزاق ، ورواه إبراهيم بن سعد عن الزّهري ، عن جعفر بن عمرو بن أميّة عن أبيه. وهو الصّواب.
قلت : لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده : لاحتمال أن يكون الوهم منه في حال تحديثه لأبي مسعود أو ابن أبي مسعود ، فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان ، عن عبد الرّزاق على الصّواب.
وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدّيري عنه. وكذا رواه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر ، وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري. وكلها صحيحة ، فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أميّة أيضا والله أعلم.
٥٥٢ ز ـ أمية بن أبي الصّلت الثقفي المشهور ذكره ابن السكن في الصحابة ، وقال : لم يدركه الإسلام ، وقد صدّقه النبي صلىاللهعليهوسلم في بعض شعره ، وقال : قد كاد أمية أن يسلم ، ثم قصّ قصة موته من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي ، عن أبيه عن جده ، ثم أخرج حديث عكرمة عن ابن عبّاس أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم أنشد قول أمية :
__________________
(١) وهو من حديث ابن عباس أخرجه البخاري ١ / ٣١٠ في الوضوء (٢٠٧) ومسلم ١ / ٢٧٣ (٩١ / ٣٥٤).