طبقات الشعراء ، وقال : إنه القائل أصدق بيت قاله الشعراء في المديح :
فما حملت من ناقة فوق رحلها |
|
أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد (١) |
[الطويل]
قلت : وهذا البيت من قصيدة أنس بن زنيم الّذي ذكرته في القسم الأول على الصّواب ، وأبو أناس أخوه لا جدّه والله أعلم.
٥٦١ ـ أنس بن أم أنس (٢) ذكره البغوي وابن شاهين في الصحابة ، وأخرجا من طريق محمد بن إسماعيل ، عن يونس بن عمران بن أبي قيس ، عن جدته أم أنس أنها قالت : يا رسول الله ، جعلك الله في الرّفيق الأعلى من الجنّة ، وأنا معك. قال أنس : قلت : يا رسول الله ، علمني عملا ، قال : «عليك بالصّلاة ...» (٣) الحديث.
قال البغويّ : لا أعلم له غيره. انتهى.
وهو خطأ نشأ عن سقط ، والصّواب قالت أمّ أنس : فقلت : يا رسول الله ... إلخ.
كذا أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أم أنس من معجمه ، وقال : ليست هي أم أنس بن مالك. والله أعلم.
٥٦٢ ـ أنس بن رافع أبو الحيسر الأوسي (٤). ذكره ابن مندة ، وقال : قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم مكّة. فأتاهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأسلموا ، ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن محمود بن لبيد بهذا ، كذا قال.
والّذي ذكره ابن إسحاق في «المغازي» بهذا الإسناد يدلّ على أنه لم يسلم ، وقد سبقت القصة بتمامها في ترجمة إياس بن معاذ. وقوله : قدم على النبيّ صلىاللهعليهوسلم فيه نظر ، وإنما قدم أبو الحيسر في فتية من بني عبد الأشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على الخزرج ، فأتاهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم يدعوهم إلى الإسلام فلم يسلموا إذ ذاك وانصرفوا ، فكانت بينهم وقعة بعاث المشهورة.
ولأبي الحيسر هذا ابن شهد بدرا ، وابنة تزوّجها عبد الرحمن بن عوف ، وهي التي قيل له بسببها : «أولم ولو بشاة».
__________________
(١) ينظر البيت سيرة ابن هشام ٤ / ٤٦.
(٢) أسد الغابة ت ٢٤٣.
(٣) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٨٩١٩ وعزاه للمحاملي في أماليه عن أم أنس.
(٤) تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠ ، معرفة الصحابة ٢ / ٢٢٥.