دينار قهرمان آل الزبير ـ حدّثني شيخ من الأنصار ، عن سالم مولى أبي حذيفة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، قال : «ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة ، فيجعل الله أعمالهم هباء ، كانوا يصلّون ويصومون ، ولكن إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه» (١).
وأخرجه ابن مندة ، من طريق عطاء بن أبي رباح عن سالم نحوه.
وفي السّندين جميعا ضعف وانقطاع ، فيحمل كلام ابن أبي حاتم على أنه لم يصحّ عنه شيء. وكان أبو حذيفة قد تبنّاه كما تبنّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد بن حارثة ، فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه ، فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة ، فلما أنزل الله : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) [الأحزاب : ٥] ردّ كل أحد تبنّى ابنا من أولئك إلى أبيه ، ومن لم يعرف أبوه ردّ إلى مواليه.
أخرجه مالك في «الموطأ» ، عن الزهري ، عن عروة بهذا ، وفيه قصة إرضاعه.
وروى البخاريّ من حديث ابن عمر : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤمّ المهاجرين الأولين في مسجد قباء ، فيهم أبو بكر وعمر. أخرجه الطّبراني من طريق هشام بن عروة عن نافع ، وزاد : وكان أكثرهم قرآنا.
وقصته في الرّضاع مشهورة ، فعند مسلم من طريق القاسم عن عائشة أنّ سالما كان مع أبي حذيفة ، فأتت سهلة بنت سهيل بن عمرو رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : إن سالم بلغ ما يبلغ الرجال ، وإنه يدخل عليّ وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا ، فقال : أرضعيه تحرمي عليه» الحديث.
ومن طريق الزّهري عن أبي عبيد الله بن عبد الله بن زمعة ، عن أمه زينب بنت أم سلمة ، عن أم سلمة ـ أن أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم قلن لعائشة : ما نرى هذا إلا رخصة رخّصها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لسالم.
وقال مالك في الموطّأ عن الزّهري : أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة ... فذكر الحديث ، قال : جاءت سهلة بنت سهيل ـ وهي امرأة أبي حذيفة ـ فقالت : يا رسول الله ، إنا كنا نرى سالما ولدا ، وكان يدخل عليّ وأنا فضل ، فما ذا ترى فيه؟ فذكره.
ووصله عبد الرّزّاق عن مالك ، فقال : عن عروة ، عن عائشة.
وأخرجه البخاريّ من طريق اللّيث عن الزّهري موصولا.
__________________
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ١٧٨ عن سالم مولى أبي حذيفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٦٧. وأورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين ٨ / ٨٦.