نشدتك الله هل تحسن من كهانتك شيئا اليوم؟ قال : سبحان الله ، والله يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به. فقال : سبحان الله يا سواد ، ما كنا عليه من شركنا أعظم من كهانتك ، فحدّثني حديثك. قال : إنه لعجب ، كنت كاهنا في الجاهليّة ، فبينا أنا نائم إذ أتاني نجيي فضربني برجله ، ثم قال : يا سواد بن قارب ، اسمع أقل لك.
قلت : هات ، قال :
عجبت للجنّ وأرجاسها |
|
ورحلها العيس بأحلاسها |
تهوى إلى مكّة تبغي الهدى |
|
ما مؤمنوها مثل أنجاسها |
فأرحل إلى الصّفوة من هاشم |
|
واسم بعينيك إلى رأسها (١) |
[السريع]
فذكر الخبر بطوله.
وله طريق أخرى أخرجها ابن شاهين ، من طريق الفضل بن عيسى القرشيّ عن العلاء بن زيدل ، عن أنس بن مالك ، قال : دخل رجل من دوس يقال له سواد بن قارب على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم .... فذكر القصّة بطولها ، وفي آخرها شعره ، وفي آخره :
فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة |
|
سواك بمغن عن سواد بن قارب (٢) |
[الطويل]
وله طريق ثالثة أخرجها الحسن بن سفيان ، من طريق الحسن بن عمارة ، عن عبد الله ابن عبد الرّحمن ، قال : دخل سواد بن قارب على عمر ، فذكر الحديث بطوله.
وله طريق رابعة أخرجها البخاريّ في تاريخه ، والبغوي والطّبراني من طريق عباد بن عبد الصّمد : سمعت سعيد بن جبير ، أخبرني سواد بن قارب ، قال : كنت نائما ... فذكره بطوله ، ولم يذكر القصّة الأخيرة.
وله طريق خامسة أخرجها الحسن بن سفيان ، وأبو يعلى ، والحاكم ، والبيهقيّ ، والطّبراني من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : بينا عمر قاعد في المسجد ... فذكره بطوله مثل حديث أبي جعفر وأتمّ منه.
وله طريق سادسة أخرجها البيهقيّ في الدّلائل من طريق أبي إسحاق ، عن البراء بن
__________________
(١) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (٢٣٣٤). والاستيعاب ترجمة رقم (١١١٤).
(٢) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (١١١٤).