روى الحسن بن سفيان في مسندة ، من طريق رفاعة بن الحجاج ، عن أبيه ، عن الحسين بن السّائب ، قال : لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم لمن معه ، كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، فأخذ القوس والنبل ، وقال : إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع كان الرّمي ، وإذا دنوا حتى تنالهم الرّماح كانت المداعسة حتى تقصف ، فإذا تقصّفت وضعناها وأخذنا بالسيوف وكانت المجالدة ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «هكذا نزلت (١) الحرب (٢) ، من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم».
وفي «الصّحيحين» من طريق عمرو بن أبي سفيان ، عن أبي هريرة ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سريّة وأمّر عليهم عاصم بن أبي الأقلح ... الحديث بطوله في قصّة خبيب بن عديّ. وفيه قصّة طويلة. وفيه : إن عاصما قال : لا أنزل في ذمّة مشرك ، وكان قد عاهد الله ألّا يمس مشركا ولا يمسه مشرك ، فأرسلت قريش ليؤتوا بشيء من جسده ، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله عليه مثل الظّلة من الدّبر ، فحمته منهم ، ولذلك كان يقال حميّ الدّبر. وفي هذه القصّة يقول حسّان :
لعمري لقد ساءت هذيل بن مدرك |
|
أحاديث كانت في خبيب وعاصم |
أحاديث لحيان صلوا بقبيحها |
|
ولحيان ركّابون (٣) شرّ الجرائم (٤) |
[الطويل]
٤٣٦٦ ـ عاصم (٥) : بن أبي جبل ، بفتح الجيم والموحدة ، واسم أبي جبل قيس ، ويقال : عبد الله بن قيس بن عزيز (٦) بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسي.
قال العدويّ (٧) في «نسب الأوسي» : صحب النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ولم يكن له ذلك الذّكر ، وكان له شرف في عهد عمر. انتهى.
وذكره الواقديّ ، فقال : عاصم بن عبد الله بن قيس. وقيس هو أبو جبل. شهد أحدا.
__________________
(١) في أأنزلت.
(٢) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١١٣٩٣ وعزاه للطبراني في الكبير عن أبي لبابة.
(٣) في أ : ركبان.
(٤) انظر البيتين في أسد الغابة ترجمة (٢٦٦٥) ، وسيرة ابن هشام ٢ / ١٨٠.
(٥) أسد الغابة ت ٢٦٦٦.
(٦) في أ : عمرو.
(٧) في أ : العذري.