وقال الثّعلبيّ : إنما خص الخفّاش ، لأنه [يجتمع فيه] (١) الطير والدابة ، فله ثدي وأسنان ، ويحيض ويلد ويطير.
واتفق أنّ عصر عيسى كان فيه أعيان الأطباء ، فكان من معجزاته الإتيان (٢) بما لا قدرة لهم عليه ، وهو إبراء الأكمه والأبرص.
ونزلت عليه المائدة ، وأرسل إلى بني إسرائيل ، وعلم التوراة ، وأنزل عليه الإنجيل ، فكان يقرؤهما ويدعو إليهما ، فكذّبه (٣) اليهود ، وصدّقه الحواريّون ، فكانوا أنصاره وأعوانه ، وأرسلهم إلى من بعث إليه يدعونهم إلى التوحيد.
ثم إن اليهود تمالئوا على قتله ، فألقى الله شبهه على واحد من أتباعه ، ورفعه الله ، فأخذوا ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه ، وظنوا أنهم قتلوا عيسى ، فأكذبهم الله في ذلك.
وثبت «في الصّحيحين» ، عن ابن عمر ـ أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم وصف عيسى ، فقال : «ربعة آدم ، كأنّما خرج من ديماس ، أي حمام». وفي لفظ : «آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرّجال». وفي لفظ : سبط الشعر.
وفي البخاريّ ، من حديث ابن عباس رفعه : «رأيت ليلة أسري بي ...» فذكر الحديث. وفيه : «ورأيت عيسى أحمر ربعة سبطا». ومن حديث أبي هريرة مثله.
وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة ـ رفعه : «ينزل عيسى ويكسر (٤) الصّليب ...» الحديث. وفيه : «وتعطّل الملل كلّها ، فلا يبقى إلّا الإسلام ، ويقع الأمن في الأرض»
وفي «الصّحيحين» عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، قال : «والّذي نفسي بيده يوشك أن ينزل عليكم عيسى ابن مريم حكما عدلا ، فيكسر الصّليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ...» (٥) الحديث.
وفي صحيح مسلم عنه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ينزل عيسى ابن مريم على المنارة
__________________
(١) في أ : يجمع خلقه.
(٢) في أ : بالاتفاق.
(٣) في أ : فكذبته.
(٤) في أ : فيكسر.
(٥) أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٣٥ ، عن أبي هريرة ولفظه : والّذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ... الحديث. كتاب الإيمان (١) باب نزول عيسى ابن مريم حاكما ... (٧١) حديث رقم (٢٤٢ / ١٥٥). وأحمد في المسند ٢ / ٢٧٢).