ـ قال : ـ قلت : «وما مصحف فاطمة؟».
قال : «مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد».
ـ قال : ـ قلت : «هذا والله العلم».
قال : «إنّه لعلم ، وما هو بذاك» ـ ثمّ سكت ساعة ، ثمّ قال : ـ «إنّ عندنا علم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة».
ـ قال : ـ قلت : «جعلت فداك ـ هذا والله هو العلم».
قال : «إنّه لعلم ، وما هو بذاك».
ـ قال : ـ قلت : «جعلت فداك ـ فأيّ شيء العلم؟».
قال : «ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة».
وفي رواية اخرى (١) : «ما يحدث بالليل والنهار ـ يوما بيوم وساعة بساعة ـ».
ولعلّ مراده عليهالسلام (٢) ـ والعلم عند الله ـ أنّ العلم ليس ما يحصل من السماع وقراءة الكتب وحفظها ـ فإنّ ذلك تقليد ـ وإنّما العلم ما يفيض من الله ـ سبحانه ـ على قلب المؤمن يوما فيوما ، وساعة بعد ساعة ، فينكشف به من الحقائق ما تطمئنّ به النفس ، وينشرح له الصدر ، ويتقوّم به (٣) العالم كأنّه ينظر إليه ويشاهده.
__________________
(١) ـ الكافي : باب أنّ الأئمة ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء : ١ / ٢٢٥ و ٢٢٤ ، ح ٣ ـ ٤.
بصائر الدرجات : ١٣٥ ، ح ١ ـ ٢.
(٢) ـ أورد ـ قدسسره ـ هذا التوضيح في الوافي أيضا : ٣ / ٥٥٤.
(٣) ـ كذا يمكن القراءة في النسخة. وفي الوافي (٣ / ٥٥٤) : «ويتنور به القلب ويتحقق».