فقالوا : «هذا أولى بما في أيدينا منّا» ، فاتّفقوا أن يأتوه في شهر كذا وكذا ؛ فأوحى الله إلى جبرئيل أن «ائت النبيّ وأخبره الخبر».
فأتاه فقال : «إنّ فلانا وفلانا وفلانا ورثوا ما كان في ألواح موسى ، وهم يأتونك في شهر كذا وكذا ، في ليلة كذا وكذا».
فسهر لهم الليلة ، فجاء الركب فدقّوا عليه الباب وهم يقولون : «يا محمّد». قال : «نعم ـ يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصيّ موسى بن عمران»؟
قالوا : «نشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسوله ، والله ما علم به أحد قطّ منذ وقع عندنا قبلك».
ـ قال : ـ «فأخذه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق ، فدفعه إليّ ، ووضعته عند رأسي ، فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعربية جليل ، فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة ، فعلمت ذلك».
وبإسناده (١) عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ في الجفر أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لمّا أنزل ألواح موسى ، أنزلها عليه وفيها تبيان كلّ شيء هو كائن إلى أن تقوم الساعة ؛ فلمّا انقضت أيّام موسى أوحى الله إليه أن «استودع الألواح ـ وهي زبرجدة من الجنّة ـ الجبل».
__________________
(١) ـ بصائر الدرجات : الباب السابق ، ١٤٠ ، ح ٤. العياشي : سورة الأعراف ، ح ٧٧ ، ٢ / ٢٨.
عنهما البحار : ٢٦ / ١٨٧ ، ح ٢٥. و ١٧ / ١٣٧ ، ح ٢١.