فصل [٢]
[أمير المؤمنين عليهالسلام يصف القرآن]
وفي نهج البلاغة من خطب مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في ذكر القرآن (١) «... فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجة الله على خلقه ، أخذ عليه ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، أتمّ نوره وأكرم به (٢) دينه وقبض نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ؛ فعظّموا منه سبحانه ما عظّم من نفسه ، فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، ولم يترك شيئا ـ رضيه أو كرهه ـ إلّا وجعل له علما باديا ، آية (٣) محكمة تزجر عنه أو تدعو إليه ، فرضاه فيما بقي واحد ، وسخطه واحد فيما بقي (٤)».
ومن كلامه عليهالسلام في خطبة اخرى (٥) :
«... ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا يطفئ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقّده ، وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضلّ نهجه ، وشعاعا لا يظلم نوره ، وفرقانا لا يخمد برهانه ، وبنيانا لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزّا لا يهزم أنصاره ، وحقّا لا يخذل أعوانه ؛ فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٨٣ ، أولها : «الحمد لله المعروف من غير روية ...».
(٢) ـ المصدر : أكمل به.
(٣) ـ المصدر : وآية.
(٤) ـ المصدر : وسخطه واجد فيما بقى.
(٥) ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٩٨. أولها : «يعلم عجيج الوحوش في الفلوات ...».