وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمي عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون.
جعله الله تعالى ريّا لعطش العلماء ، وربيعا ممرعا (١) لقلوب الفقهاء ومهاجّ لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ، ومعقلا منيعا ذروته ، وعزّا لمن تولّاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن ائتمّ به ، وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلّم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاجّ به ، وحاملا لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلأم ، وعلما لمن وعى ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى».
فصل [٣]
[أحاديث في توصيف القرآن الكريم]
وفي الكافي (٢) بإسناده عن مولانا الصادق عليهالسلام : «إنّ العزيز الجبّار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البارّ ، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم ، وخبر السماء والأرض ، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجّبتم».
__________________
(١) ـ أمرع : أخصب. المصدر : ـ ممرعا.
(٢) ـ الكافي : كتاب فضل القرآن ، ٢ / ٥٩٩ ، ح ٣. ورواه مع فرق يسير في المحاسن : باب إنزال الله في القرآن تبيانا لكل شيء ، ١ / ٢٦٧ ، ح ٣٥٣. والعياشي : ١ / ٨.
عنهما البحار : ٩٢ / ٩٠ ، ح ٣٥.