إلى مدينة الخبيث ، فذلّوا (١).
[اقتحام الموفّق مدينة الخبيث]
وفي ذي الحجّة عبر الموفّق بجيوشه إلى مدينة الخبيث ، وكان الزّنج قبل ذلك قد ظهروا على أبي العبّاس ، وقتلوا من أصحابه جماعة ، فدخل الموفّق بجميع جيوشه ودار حول المدينة ، والزّنج يرمونهم بالمجانيق وغيرها. فنصب المسلمون السّلالم على السّور وطلعوا ونصبوا أعلام الموفّق ، فانهزم الزّنج ، وملك أصحاب الموفّق السّور ، فأحرقوا المجانيق والسّتائر (٢).
وجاء أبو العبّاس من مكان آخر ، فاقتحم الخنادق ، وثلم السّور ثلمة اتّسع منها الدّخول. وانهزم الخبيث وأصحابه ، وجند الموفّق يتبعونهم إلى اللّيل.
ثمّ عاد الخبيث إلى المدينة ، وعدّى الموفّق إلى عسكره ، وتراجع أصحاب الخبيث ، واستأمن إلى الموفّق خلق من قوّاده وفرسانه.
ثمّ رمّم الخبيث ما كان وهي من الأسوار والخنادق (٣).
[استيلاء الخجستاني على الولايات وضربه السكّة]
وفيها استولى أحمد بن عبد الله الخجستانيّ على خراسان ، وكرمان ، وسجستان ، وعزم على قصد العراق ، وضرب السّكّة باسمه ، وعاد على الوجه الآخر اسم المعتمد (٤).
[حبس ابن المدبّر ومصادرته]
وفيها حبس أحمد بن طولون أحمد بن المدبّر الكاتب وصادره ، وأخذ منه ستّمائة ألف دينار. وكان يتولّى خراج دمشق (٥).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ / ٥٨٩ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٥٤ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٥٥.
(٢) الكامل في التاريخ ٧ / ٣٥٧ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٥٩.
(٣) تاريخ الطبري ٩ / ٥٩٤ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٥٦ ، نهاية الأرب ٢٥ / ١٥٩ ، ١٦٠.
(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٥٩٩ و ٦٠٠ ، البدء والتاريخ ٦ / ١٢٤ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٦٦ ، الكامل في التاريخ ٧ / ٣٦٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٤٣ ، تاريخ الخلفاء ٣٦٤.
(٥) النجوم الزاهرة ٣ / ٤٣.