[قبض المعتضد على راغب الخادم]
وفيها قبض المعتضد على راغب الخادم أمير طرسوس واستأصله ، فمات بعد أيّام (١).
[قدوم هدية ابن الليث على المعتضد]
وفيها ، في جمادى الآخرة ، قدمت هدايا عمرو بن اللّيث ، وهي أربعة آلاف ألف درهم ، وعشرة من الدّوابّ بسروجها ولجمها المذهّبة ، وخمسون أخرى بجلالها (٢).
[الحرب بين ابن الصفّار وإسماعيل بن أحمد]
وفيها التقى جيش عمرو بن اللّيث الصّفّار ، وإسماعيل بن أحمد بن أسد بما وراء النّهر. فانكسر أصحاب عمرو ، ثمّ في آخر السّنة عبر إسماعيل بن أحمد «جيحون» بعسكره ، ثمّ التقى هو وعمرو بن اللّيث على بلخ. وكان أهل بلخ قد ملّوا عمروا وأصحابه ، وضجّوا من نزولهم في دورهم وأخذهم لأموالهم ، وتعرّضهم لنسائهم. فلمّا التقوا حمل عليهم إسماعيل ، فانهزم عمرو إلى بلخ ، فوجد أبوابها مغلقة ، ففتحوا له ولجماعة معه ، فوثب عليه أهل بلخ وأوثقوه ، وحملوه إلى إسماعيل. فلمّا دخل عليه قام إسماعيل واعتنقه ، وقبّل ما بين عينيه ، وخلع عليه ، وحلف أنّه لا يؤذيه.
وقيل : إنّ إسماعيل لمّا كان على ما وراء النّهر ، سأل عمرو بن اللّيث المعتضد أن يولّيه ما وراء النّهر ، فولّاه فعزم عمرو على محاربته ، فكتب إليه إسماعيل : إنّك قد ولّيت الدّنيا ، وإنما في يدي ثغر ، فاقنع بما في يدك ودعني (٣). فأبى ، فقيل له : بين يديك «جيحون» كيف تعبره؟
__________________
= تاريخ الطبري ١٠ / ٧٠ ، والمنتظم ٦ / ١٥ ، والكامل ٧ / ٤٩١ (حوادث سنة ٢٨٥ ه) ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، والأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٢٩٤ (حوادث سنة ٢٨٥ ه) ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٥٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٤٤ ، والبداية والنهاية ١١ / ٨٠.
(١) انظر تفاصيل هذا الخبر في :
تاريخ الطبري ١٠ / ٧٢ ، والكامل ٧ / ٤٩٦.
(٢) انظر الخبر في : تاريخ الطبري ١٠ / ٧١ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ١٥٨ ، ١٥٩ ، والمنتظم ٦ / ١٧ ، والكامل ٧ / ٤٩٣.
(٣) في تاريخ الطبري ، والكامل : «قد ولّيت دنيا عريضة ، وإنما في يدي ما وراء النهر ، وأنا في ثغر ، =