القبض على ابن الجصّاص ومصادرته
وفيها قبض المقتدر على أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن الجصّاص الجوهريّ وكبست داره ، وأخذ له من المال والجواهر ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار (١).
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ (٢) : أخذوا منه ما مقداره ستّة عشر ألف ألف دينار عيناً وورقاً ، وقماشاً وخيلاً.
وقال غيره : أكثر أموال ابن الجصّاص من قطر النّدى بنت خمارويه صاحب مصر ، فإنّه لمّا حملها من مصر إلى المعتضد كان معها أموال وجواهر عظيمة ، فقال لها ابن الجصّاص : الزّمان لا يدوم ولا يؤمن في حال ، دعي عندي بعض هذه الجواهر تكون ذخيرةً لك. فأودعته ، ثمّ ماتت. فأخذ الجميع.
وقال بعضهم : رأيت بين يدي ابن الجصّاص سبائك الذّهب تقبّن بالقبّان.
وقال التّنوخيّ : حدّثني أبو الحسين بن عيّاش أنّه سمع جماعةً من ثقات الكتّاب يقولون إنّهم حضروا ما ارتفعت به مصادرة ابن الجصّاص زمن المقتدر ، فكانت ستّة آلاف ألف دينار ، هذا سوى ما قبض من داره ، وبعد الّذي بقي له من ظاهره (٣).
خروج الأطروش ودعوته الدّيلم للإسلام
وفيها خرج الحسن بن عليّ العلويّ الأطروش ، وتلقّب بالدّاعي. ودعا الدّيلم إلى الله ، وكانوا مجوساً ، فأسلموا. وبنى لهم المساجد. وكان فاضلاً
__________________
(١) تكملة تاريخ الطبري ١٥ ، مروج الذهب ٤ / ٣١٠ ، تجارب الأمم ١ / ٣٥ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٧٩ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٨٦ (حوادث سنة ٣٠٢ ه) ، نهاية الأرب ٢٣ / ٤٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٦٧ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٥٤ ، العبر ٢ / ١٢١ ، دول الإسلام ١ / ١٨٣ ، النجوم الزاهرة ٣ / ١٨٥ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٣٨.
(٢) في المنتظم ٦ / ١٢٧ ، واقتبسه المؤلّف في العبر ٢ / ١٢١ ، ١٢٢ ، وابن كثير في : البداية والنهاية ١١ / ١٢٢ ، وابن تغري بردي في : النجوم الزاهرة ٣ / ١٨٥ ، وابن العماد الحنبلي في : شذرات الذهب ٢ / ٢٣٨.
(٣) تاريخ الطبري ١٠ / ١٤٩.