فإن مات وإلّا يقطع يديه ورجليه.
فلمّا كان يوم الثّلاثاء لستّ (١) بقين من ذي القعدة أحضر الحلّاج مقيّدا إلى باب الطّاق وهو يتبختر بقيده ويقول :
حبيبي غير منسوب |
|
إلى شيء من الحيف |
سقاني مثل ما يشرب |
|
فعل الضّيف بالضّيف |
فلمّا دارت الكاس |
|
دعا بالنّطع والسّيف |
كذا من يشرب الرّاح (٢) |
|
مع التّنّين في الصّيف(٣). |
فضرب ألف سوط ، ثمّ قطعت يده ورجله ، ثمّ حزّ رأسه وأحرقت جثّته (٤) وذكر أن حوقل قال : ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلّاج ، زعم أنّه من هذّب في الطّاعة جسمه ، وشغل بالأعمال الصّالحة قلبه ، وصبر على مفارقة اللّذّات ، ومنع نفسه عن الشّهوات يترقّى في درج المصافاة حتّى يصفو عن البشريّة طبعه ، فإذا صفي حلّ فيه روح الله الّذي كان منه إلى عيسى بن مريم عليهالسلام ، فيصير مطاعا ، يقول للشيء : كن فيكون فكان الحلّاج يتعاطى ذلك ، ويدعو إلى نفسه ، حتّى استمال جماعة من الوزراء والأمراء وملوك الجزيرة والجبال والعامّة.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ (٥) : «قد جمعت كتابا سمّيته «القاطع لمحال اللّجاج بحال الحلّاج» ، وقال : قد كان هذا الرجل يتكلّم بكلام الصّوفيّة فتندر له
__________________
(١) في الأصل : «لثلاث» ، وكتب فوقها : «لستّ» ، وهو الصحيح كما أثبتناه عن المصادر.
(٢) في الديوان : «الكأس».
(٣) الأبيات في : ديوان الحلّاج ٧٣ ، وتاريخ بغداد ٨ / ١٣١ ، ١٣٢ ، والمنتظم ٦ / ١٦٤ ، والفخري ٢٦١.
(٤) الخبر في : تكملة تاريخ الطبري ٢٤ ، ٢٥ ، ونشوار المحاضرة ٦ / ٨٧ ـ ٩١ ، وتاريخ بغداد ٨ / ١٢٦ ، ١٢٧ ، و ١٣٨ ، ١٣٩ ، والمنتظم ٦ / ١٦٣ ، ١٦٤ ، وتجارب الأمم ١ / ٨٠ ـ ٨٢ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ، ووفيات الأعيان ٢ / ١٤٣ ـ ١٤٥ ، والكامل في التاريخ ٨ / ١٢٨ ، ١٢٩ ، وتاريخ مختصر الدول ١٥٦ ، والفخرى ٢٦١ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٥٩ ، ٦٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٧١ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٢٥٦ ، ٢٥٧.
(٥) في المنتظم ٦ / ١٦٢.