كان ساحرا مموّها سيّئ الاعتقاد.
فصل من ألفاظه
عليك بنفسك ، إن لم تشغلها بالحقّ ، شغلتك عن الحقّ (١).
وقيل إنّه لمّا صلب ، يعني سنة إحدى وثلاثمائة ، قال : (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها ، وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ) (٢).
وقال : حجبهم الاسم فعاشوا ، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا ، ولو كشف لهم عن الحقائق لماتوا.
وقال : علامة العارف أن يكون فارغا من الدّنيا والآخرة.
قيل : هذا كلام نجس ، لأنّ الله تعالى يقول : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها) (٣) الآية.
وقال : لأفضل الأمّة الصّحابة وهم الصّحابة. منكم من يريد الدّنيا ومنكم من يريد الآخرة ، فهو والله مدّع فشّار وأحمق بطّال ، بل مريد للدّنيا والآخرة.
وكتب الحلّاج مرّة إلى أبي العبّاس بن عطاء كتابا فيه من شعره :
كتبت ولم أكتب إليك وإنّما |
|
كتبت إلى روحي بغير كتاب |
وذاك لأنّ الروح لا فرق بينها |
|
وبين محبّيها بفضل خطاب |
فكلّ كتاب صادر منك وارد |
|
إليك بلا ردّ الجواب جوابي(٤). |
وله :
مزجت روحك في روحي كما |
|
تمزج الخمرة بالماء الزّلال |
فإذا مسّك شيء مسّنى |
|
فإذا أنت أنا في كلّ حال(٥) |
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ / ١١٤.
(٢) سورة الشورى ، الآية ١٨.
(٣) سورة الإسراء ، الآية ١٩.
(٤) ديوان الحلّاج ٤٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ١١٥.
(٥) ديوان الحلّاج ٨٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ١١٥.
وفي سير أعلام النبلاء ١٤ / ٣٢٦ :