[ولاية عتبة قضاء الجانب الشرقيّ]
وفيها ولي قضاء الجانب الشرقي أبو السائب عتبة بن عبيد الله (١).
[خلع المستكفي بالله]
وفيها خلع المستكفي وسمل. وسبب ذلك أنّ علم (٢) القهرمانة كانت واصلة عند الخليفة وتأمر وتنهى ، فعملت دعوة عظيمة حضرها خرشيد الدّيلميّ مقدّم الدّيلم ، وجماعة من القوّاد. فاتّهمها معزّ الدّولة ، وخاف أن تفعل كما فعلت مع توزون وتحلّف الدّيلم للمستكفي ، فتزول رئاسة معزّ الدّولة.
وكان إصفهد (٣) الدّيلم قد شفع إلى الخليفة في رجل شيعيّ يثير الفتن (٤) ، فلم يقبل الخليفة شفاعته ، فحقد على الخليفة وقال لمعزّ الدّولة : إنّ الخليفة يراسلني في أمرك لألقاه في اللّيل.
فقوي سوء ظنّ معزّ الدّولة. فلمّا كان في جمادى الآخرة دخل على الخليفة ، فوقف والنّاس وقوف على مراتبهم ، فتقدّم اثنان من الدّيلم فطلبا من الخليفة الرّزق ، فمدّ يده إليهما ظنّا منه أنّهما يريدان تقبيلها ، فجذباه من السّرير طرحاه على الأرض ، وجرّاه بعمامته. وهجم الدّيلم دار الخلافة إلى الحرم ، ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواصّ الخليفة.
ومضى معزّ الدّولة إلى منزله ، وساقوا المستكفي ماشيا إليه ، ولم يبق في دار الخلافة شيء (٥). وخلع المستكفي ، وسملت يومئذ عيناه (٦).
__________________
(١) تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٤٧ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٢٠ ، المنتظم ٦ / ٣٤١.
(٢) في : العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٦٧ «حسن» ، وجاء في : الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٧٥ إن المرأة كانت تعرف ب «حسن الشيرازية» وكانت زوجة بعض كتاب الأمير توزون ، وقد صيّرها المستكفي قهرمانة الدار وغير اسمها وسمّاها «علم» فصارت تعرف ب «علم القهرمانة». وانظر : مختصر التاريخ لابن الكازروني ١٨٧ ، والكامل في التاريخ ٨ / ٤٢١.
(٣) في تجارب الأمم ٢ / ٨٦ «اصفهدوست».
(٤) في العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ١٦٧ «رجل يعرف بالشافعي من باب الطاق وكان رئيس الشيعة».
(٥) تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٤٩ ، تجارب الأمم ٢ / ٨٦ ، ٨٧ ، العيون والحدائق ج ٤=