ثمّ زادت العملات والكبسات ، ووقع القتال في القلّايين وفي القنطرتين ، وأحرقت أماكن وأسواق ومساجد (١) ، ونهب درب عون وقلعت أبوابه ، ودرب القراطيس ، وغير ذلك (٢).
[إخراج السلطان ورجمه]
ثمّ ثارت الجند ووقعوا في السّلطلان ، وأنّهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه أن ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سميريّة وابتلّت ثيابه وأهين. ثمّ رجموه وأخرجوه ومشوا به ثمّ أعطاه بعض الأتراك فرسه (٣) فركبها. وواجهوه بالشّتم ، ثمّ أنزلوه فوقف على العتبة طويلا ، ثم أدخل المسجد.
ثمّ تآمروا على نقله إلى دار المهلّبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلاما وحاشية الدّار والعوّام ومن [تا] (٤) ب من العيّارين وهجموا على الأتراك فتفرّقوا ، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان (٥).
ثمّ عبر في آخر اللّيل إلى الكرخ فتلقّاه أهلها بالدّعاء ، فنزل في الدّار الّتي للشّريف المرتضى (٦).
[مكاتبة الأتراك للملك جلال الدولة]
ثمّ اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكرخ ليأخذوا الملك. ثمّ وقع بينهم الخلف وقالوا : ما بقي من بني بويه إلّا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد سلّم الأمر إليه ومضى إلى فارس.
ثمّ كتبوا إليه رقعة (٧) : نحن عبيدك وقد ملّكناك أمورنا من الآن ، وقد تعدّينا عليك ، ولكن نكلّمك في مصالحنا ، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرا ، ولك
__________________
(١) العبر ٣ / ١٥٣ ، ١٥٤ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٤.
(٢) المنتظم ٨ / ٧٢ ، (١٥ / ٢٣٣ ، ٢٣٤).
(٣) في (العبر ٣ / ١٥٤) : «وأركبوه فرسا ضعيفة» ، وفي (دول الإسلام ١ / ٢٥٣) : «أركبوه إكديشا».
(٤) في الأصل بياض ، والإضافة من : المنتظم ٨ / ٧٣ (١٥ / ٢٣٥).
(٥) العبر ٣ / ١٥٤ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٣ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٤.
(٦) العبر ٣ / ١٥٤ ، دول الإسلام ١ / ٢٥٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٥.
(٧) في «العبر ٣ / ١٥٤) : «ورقة» ، ومثله في : مرآة الجنان ٣ / ٤٤.