ممالك كثيرة فيجوز أن تطرح ذلك مدّة ، وتوفّر علينا هذه الصبابة من المادّة ، والصّواب أن لا تخالفنا.
وأنفذوا الرّقعة إلى المرتضى ليعرضها عليه ، فأجاب بأنّا معترفون لكم بما ذكرتم ، وما يحصل لنا نصرفه إليكم.
فلمّا وصل القول نفروا وقالوا : هذا غرضه المدافعة.
ثم حلّفوه على صلاح النّيّة. وبعد ذلك دخلوا وقبّلوا الأرض بين يديه ، وهو في دار المرتضى. وسألوه الصّفح. وركب معهم إلى دار المملكة (١).
[زيادة العملات والكبسات]
ثمّ زاد أمر العملات والكبسات. وتعدّوا إلى الجانب الشّرقيّ فأفسدوا.
ووقع القتال. وحمل العيّارون السّلاح ، وكثر الهرج (٢).
[منع الخطبة في جامع الرصافة]
ثمّ ثار العوّام إلى جامع الرّصافة ببغداد فمنعوا من الخطبة ورجموا القاضي أبا الحسين بن الغريق (٣) ، وقالوا : إن خطبت للبرجميّ ، وإلّا فلا تخطب لخليفة ولا لملك (٤).
[ولاية أبي الغنائم المعونة]
ثم أقيم على المعونة أبو الغنائم بن عليّ ، فركب وطاف وفتك ، فوقعت الرّهبة (٥).
ثمّ إنّ بعض القوّاد أخذ أربعة من أصحاب البرجميّ فاعتقلهم ، فاحتدّ البرجمي وأخذ أربعة من أصحاب ذلك القائد ، وجاء بهم إلى دار القائد فطرق
__________________
(١) المنتظم ٨ / ٧٣ ـ ٧٥ ، (١٥ / ٢٣٥ ، ٢٣٦) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٣١ ، ٤٣٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٥.
(٢) المنتظم ٨ / ٧٥ ، (١٥ / ٢٣٦ ، ٢٣٧) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٤٣٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٧٨.
(٣) هكذا في الأصل ، والعبر ٣ / ١٥٤ ، أما في (المنتظم ٨ / ٧٥) : «ابن العريف».
(٤) المنتظم ٨ / ٧٥ ، (١٥ / ٢٣٧) ، العبر ٣ / ١٥٤.
(٥) المنتظم ٨ / ٧٥ ، (١٥ / ٢٣٧).