وكتب التّميميّ نحو ذلك.
وذكر محمد بن عبد الملك الهمدانيّ (١) أنّ الماورديّ منع من جواز ذلك ، وكان مختصّا بجلال الدّولة ، فلمّا امتنع عن الكتابة انقطع ، فطلبه جلال الدّولة ، فمض على وجل شديد ، فلمّا دخل قال الملك : أنا أتحقق أنّك لو حابيت أحدا لحابيتني لما بيني وبينك ، وما حملك إلّا الدّين فزاد بذلك محلّك في قلبي (٢).
قال ابن الجوزي (٣) : والّذي ذكره الأكثرون هو القياس ، وإذا قصد به ملوك الدنيا. إلا أنّي لا أرى إلّا ما رآه الماورديّ ، لأنّه قد صحّ في الحديث ما يدلّ على المنع ، ولكنّهم عن النّقل بمعزل.
ثمّ ساق الحديث من «المسند» (٤) عن ابن عيينة ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «أخنع اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمّى ملك الأملاك».
قال الإمام أحمد (٥) : سألت أبا عمرو الشّيبانيّ عن أخنع فقال : أوضع.
رواه البخاريّ (٦).
ثمّ ساق من «المسند» من حديث عوف ، عن خلاس ، عن أبي هريرة رفعه ، قال : اشتدّ غضب الله على من قتل نفسه ، واشتدّ غضب الله على رجل تسمّى بملك الملوك. لا ملك إلّا الله تعالى (٧).
قلت : وهي بالعجمي شاهان شاه.
__________________
(١) هو صاحب كتاب : «عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر». انظر : بغية الطلب ـ تراجم السلاجقة ٩١).
(٢) انظر بقيّة قوله في : المنتظم ٨ / ٩٧ ، ٩٨ (١٥ / ٢٦٥) ، والكامل في التاريخ ٩ / ٤٥٩ ، ٤٦٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٤٣ ، ٤٤.
(٣) في : المنتظم ٨ / ٩٨ (١٥ / ٢٦٥).
(٤) مسند أحمد ٢ / ٢٤٤.
(٥) في مسندة ٢ / ٢٤٤.
(٦) في الأدب ٦٧ / ١١٩ باب : أبغض الأسماء إلى الله ، من طريق سفيان ، عن أبي الزناد ، به ، ورواه بلفظ : «أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمّى ملك الأملاك» من طريق شعيب ، عن أبي الزناد ، به.
وأخرجه أبو داود في الأدب (٤٩٦١) باب : في تغيير الاسم القبيح.
وأخرجه الترمذي في الأدب (٢٩٩٣) باب : ما جاء ما يكره من الأسماء. وقال : هذا حديث حسن صحيح. وأخنع يعني : أقبح.
وانظر : البداية والنهاية ١٢ / ٤٤.
(٧) البداية والنهاية ١٢ / ٤٤.