سنة سبع وأربعين وأربعمائة
[استيلاء أعوان الملك الرحيم على شيراز]
فيها استولى أعوان الملك الرّحيم على شيراز بعد حصار طويل وبلاء شديد من القحط والوباء ، حتّى قيل لم يبق بها إلّا نحو ألف إنسان ، فما أمهله الله في الملك بعدها (١).
ابتداء الدّولة السّلجوقيّة (٢)
وفيها كان ابتداء الدّولة السّلجوقيّة بالعراق. وكان من قصّة ذلك أنّ أبا المظفّر أبا الحارث أرسلان التّركيّ المعروف بالبساسيريّ كان قد عظم شأنه بالعراق ، واستفحل أمره ، وبعد صيته ، وعظمت هيبته في النّفوس ، وخطب له على المنابر. وصار هو الكلّ ، ولم يبقى للملك الرّحيم بن بويه معه إلّا مجرّد الاسم (٣).
ثمّ إنّه بلغ أمير المؤمنين القائم أنّ البساسيريّ قد عزم على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة ، فكاتب الخليفة القائم السّلطان طغرلبك بن ميكائيل بن سلجوق يستنجد به ، ويعده بالسّلطنة ، ويحضّه على القدوم (٤).
وكان طغرلبك بالرّيّ ، وكان قد استولى على الممالك الخراسانيّة وغيرها.
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٩ / ٦٠٥ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٣٧.
(٢) انظر : تاريخ دولة آل سلجوق ٧ وما بعدها.
(٣) نهاية الأرب ٢٦ / ٢٨٨ ، العبر ٣ / ٢١٢ ، دول الإسلام ١ / ٢٦٣ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٣٨ ، تاريخ الخلفاء ٤١٧.
(٤) المنتظم ٨ / ١٦٣ ، (١٥ / ٣٤٨) ، ذيل تاريخ دمشق ٨٧ ، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) ٥ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٢٨٨ ، الجوهر الثمين لابن دقماق ١٩٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٦٦.