وأمّا السّلطان فالتقى هو وأخوه فظهر عليه أخوه (١) ، فدخل السّلطان همدان ، فنازله أخوه وحاصره. فعزمت الخاتون على إنجاد زوجها ، واختبطت بغداد ، واستفحل البلاء ، وقامت الفتنة على ساق. وتمّ للبساسيريّ ما دبّر من المكر. وأرجف النّاس بمجيء البساسيريّ إلى بغداد ، ونفر الوزير الكندريّ وأنوشروان إلى الجانب الغربيّ وقطعا الجسر ، ونهبت الغزّ دار الخاتون. وأكل القويّ الضّعيف ، وجرت أمور هائلة (٢).
[دخول البساسيريّ بغداد]
ثمّ دخل البساسيريّ بغداد في ثامن ذي القعدة بالرّايات المستنصريّة عليها ألقاب المستنصر (٣) ، فمال إليه أهل باب الكرخ وفرحوا به ، وتشفّوا بأهل السّنّة. وشمخت أنوف المنافقين ، وأعلنوا بالأذان بحيّ على خير العمل (٤).
واجتمع خلق من أهل السّنّة إلى القائم بأمر الله ، وقاتلوا معه. ونشبت الحرب بين الفريقين في السّفن أربعة أيّام. وخطب يوم الجمعة ثالث عشر ذي القعدة ببغداد للمستنصر العبيديّ بجامع المنصور (٥) ، وأذّنوا بحيّ على خير العمل (٦). وعقد الجسر ، وعبرت عساكر البساسيريّ إلى الجانب الشّرقيّ ،
__________________
= تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٦٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٧٦ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٢٣٧ و ٢٥٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٥.
(١) تاريخ الفارقيّ ١ / ١٥٦ ، ذيل تاريخ دمشق ٨٨ ، بغية الطلب ٦ ، ٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ٧٦ ، ٧٧.
(٢) انظر : المنتظم ٨ / ١٩٠ ـ ١٩٢ ، (١٦ / ٣٠ ، ٣١) ، والكامل في التاريخ ٩ / ٦٤٠ ، وذيل تاريخ دمشق ٨٧ ، و ٨٨ ، بغية الطلب ٧ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، خلاصة الذهب المسبوك ٢٦٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ٧٧ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٢٥٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٥.
(٣) المنتظم ٨ / ١٩٢ ، (١٦ / ٣٢) ، ذيل تاريخ دمشق ٨٨ ، بغية الطلب ٨ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٥ ، ٦.
(٤) المنتظم ٨ / ١٩١ ، (١٦ / ٣٢) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٦٤١ ، بغية الطلب ٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٧٧ ، العبر ٣ / ٢٢١ ، دول الإسلام ١ / ٢٦٤ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٦٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٤٩ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٦.
(٥) تاريخ الفارقيّ ١ / ١٥٦ ، المنتظم ٧ / ١٩٢ ، (١٦ / ٣٢) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٦٤١ ، ذيل تاريخ دمشق ٨٨ ، بغية الطلب ٨ ، الإشارة إلى من نال الوزارة ٤٥ ، العبر ٣ / ٢٢١ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٤٠ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٢٥٢.
(٦) تاريخ حلب للعظيميّ (زعرور) ص ٣٤٢ ، (التركية) ١١ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٦٤١ ، ذيل =