فخندق القائم على نفسه حول داره وحوّل نهر المعلّى. وأحرقت الغوغاء نهر المعلّى ونهب ما فيه (١).
وقوي البساسيريّ ، وتقلّل عن القائم أكثر النّاس ، فاستجار بقريش بن بدران أمير العرب ، وكان مع البساسيريّ ، فأجاره ومن معه ، وأخرجه إلى مخيّمه (٢).
[القبض على وزير القائم وموته]
وقبض البساسيريّ على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة ، وقيّده وشهّره على جمل عليه طرطور وعباءة ، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة ، وطيف به في الشّوارع وخلفه من يصفعه. ثمّ سلخ له ثور وألبس جلده وضبّط عليه ، وجعلت قرون الثّور بجلدها في رأسه. ثمّ علّق على خشبة وعمل في فكّيه كلوبين ، فلم يزل يضطرب حتّى مات رحمهالله (٣).
__________________
= تاريخ دمشق ٨٨ ، بغية الطلب ٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٧٧.
(١) بغية الطلب ٩ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٦ ، الجوهر الثمين ١٩٤ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٦.
(٢) المنتظم ٨ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، (١٦ / ٣٣) ، الكامل في التاريخ ٩ / ٦٤٢ ، بغية الطلب ٩ ، خلاصة الذهب المسبوك ٢٦٥ ، العبر ٣ / ٢٢١ ، الجوهر الثمين ١٩٤ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٦.
(٣) انظر عن مقتل رئيس الرؤساء في :
الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١٩٤ ، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٢١٠ ، والمنتظم ٨ / ١٩٣ ، (١٦ / ٣٣ و ٣٧ ، ٣٨) ، والكامل في التاريخ ٩ / ٦٤٤ ، وأخبار الدول المنقطعة ٦٧ ، وذيل تاريخ دمشق ٨٩ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ١٠٤ ، وبغية الطلب ١٠ ، والفخري ٢٩٥ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٠٩ ، والإشارة إلى من نال الوزارة ٤٥ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٧٨ ، والعبر ٣ / ٢٢١ ، ودول الإسلام ١ / ٢٦٤ ، ومختصر التاريخ لابن الساعي ٨٨ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٦٤ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٤٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٧٧ ، ٧٨ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٢٥٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٧.
وفيه يقول ابن نحرير الشاعر :
أقبلت الرايات مبيضة |
|
يقدمهنّ الأسد الباسل |
وولّت السوداء منكوسة |
|
ليس لها من ذلّة شائل |
انظر إلى الباغي على جذعه |
|
والدم من أوداجه سائل |
والأبيات في : دمية القصر للباخرزي ٨٤ ، والإنباء لابن العمراني ١٩٤.