وانحطّ السّعر في سنة خمس وستّين.
[المبالغة في إهانة المستنصر]
قال ابن الأثير (١) : وبالغ ناصر الدّولة بن حمدان في إهانة المستنصر ، وفرّق عنه عامّة أصحابه ، وكان يقول لأحدهم : إنّني أريد أن أولّيك عمل كذا. فيسير إليه ، فلا يمكّنه من العمل ، ويمنعه من العود. وكان غرضه من ذلك ليخطب للقائم بأمر الله أمير المؤمنين ، ولا يمكنه ذلك مع وجودهم ، ففطن له الأمير إلدكز ، وهو من أكبر أمراء وقته ، وعلم أنّه متى تمّ له ما أراد ، تمكّن منه ومن أصحابه. فأطلع على ذلك غيره من أمراء التّرك.
[قتل ابن حمدان]
فاتّفقوا على قتل ابن حمدان ، وكان قد أمن لقوّته وعدم عدوّه. فتواعدوا ليلة ، وجاءوا سحرا إلى داره ، وهي المعروفة بمنازل العزّ (٢) بمصر ، فدخلوا صحن الدّار من غير استئذان ، فخرج إليهم في غلالة ، لأنّه كان أمنا منهم ، فضربوه بالسّيوف ، فسبّهم وهرب ، فلحقوه وقتلوه ، وقتلوا أخويه فخر العرب.
وتاج المعالي ، وانقطع ذكر الحمدانيّة بمصر (٣).
[ولاية بدر الجماليّ مصر]
فلمّا كان في سنة سبع وستّين (٤) ولي الأمر بمصر بدر الجماليّ أمير
__________________
(١) في : الكامل ١٠ / ٨٦.
(٢) منازل العزّ : دار أنشأتها السيدة تغريد أم العزيز بالله ، تشرف على النيل. اتخذها الخلفاء الفاطميون متنزّها ، وسكنها ناصر الدولة بن حمدان إلى أن قتل. (المواعظ والاعتبار ١ / ٤٨٤ و٢ / ٣٦٤).
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٨٠ ـ ٨٧ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢١٤ ـ ٢٣٢ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٢٧٩ و٣٠٩ ، ٣١٠ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٩١.
ويقول النويري : «وناصر الدولة هذا هو : الحسن بن الحسين بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن أبي الهيجاء حمدان بن حمدون». (نهاية الأرب ٢٨ / ٢٣٢).
(٤) في تاريخ الفارقيّ ١٩٢ : سنة ٤٦٥ ه ، وفي الكامل في التاريخ ١٠ / ٨٧ سنة ست وستين وأربعمائة. ومثله في : نهاية الأرب ٢٨ / ٢٣٥ ، وأخبار مصر لابن ميسر ٢ / ٢٢ ، وفي المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٠ (حوادث سنة ٤٦٥ ه.) ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣٧٧.