سنة تسع وستين وأربعمائة
[انهزام أتسز عن مصر]
فيها سار أتسز بجيوشه الشّامية ، وقصد مصر وحاصرها ، ولم يبق إلّا أن يملكها ، فاجتمع أهلها عند ابن الجوهريّ الواعظ ، ودعوا وتضرّعوا ، فترحّل عنهم شبه المنهزم من غير سبب (١).
[دخول أتسز دمشق]
وعصى عليه أهل القدس فقاتلهم ، ودخل البلد عنوة ، فقتل وعمل كلّ نحس ، وقتل بها ثلاثة الاف نفس ، وذبح القاضي والشّهود صبرا بين يديه (٢).
وقيل إنّه إنّما جاء من مصر منهزما في أنحس حال بعد مصاف كان بينه وبين بدر الجماليّ ، وهذا أشبه (٣).
[الفتنة بين القشيري والحنابلة]
وفيها قدم بغداد أبو نصر الأستاذ أبو القاسم القشيريّ ، فوعظ بالنّظاميّة ، وبرباط شيخ الشّيوخ. وجرى له فتنة كبيرة مع الحنابلة ، لأنّه تكلّم على مذهب الأشعريّ ، وحطّ عليهم. وكثر أتباعه والمتعصّبون له ، فهاجت أحداث السّنّة ، وقصدوا نحو النّظاميّة ، وقتلوا جماعة (٤) نعوذ بالله من الفتن.
__________________
(١) تاريخ حلب للعظيميّ ٣٥٠ (زعرور) ١٧ (سويّم) ، أخبار مصر لابن ميسر ٢ / ٢٥ ، العبر ٢ / ٢٦٩ ، دول الإسلام ٢ / ٤ ، تاريخ ابن خلدون ، ٣ / ٤٧٣ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٣١٧ ، ٣١٨.
(٢) العبر ٣ / ٢٦٩ ، دول الإسلام ٢ / ٤٠ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٧٣ ، ٤٧٤.
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٠٣ ، ١٠٤.
(٤) المنتظم ٨ / ٣٠٥ (١٦ / ١٨ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ١٠٤ ، ١٠٥ ، تاريخ دولة آل سلجوق