[ظهور الشيخ عبد القادر الحنبليّ]
وظهر في هذه الأيّام الشيخ عبد القادر الحنبليّ ، فجلس في الحلبة ، فتشبّث به أهل السّنّة ، وانتصروا بحسن اعتقاد النّاس فيه (١).
[وقعة مرج الصّفّر]
قال ابن الأثير (٢) : كانت وقعة مرج الصّفّر بين المسلمين ، أنّهم التقوا في أواخر ذي الحجّة ، واشتدّ القتال ، فسقط طغتكين ، فظنّ الجند أنّه قتل فانهزموا إلى دمشق ، وركب فرسه ولحقهم ، فساقت الفرنج وراءهم ، وبقيت رجّالة التّركمان قد عجزوا عن الهزيمة ، فحملوا على رجّالة الفرنج ، فقتلوا عامّتهم ، ونهبوا عسكر الفرنج وخيامهم ، ثمّ عادوا سالمين غانمين إلى دمشق.
ولمّا ردّت خيالة الفرنج من وراء طغتكين ، رأوا رجّالتهم صرعى ، وأموالهم قد راحت ، فتمّوا منهزمين.
قال : وهذا من الغريب أنّ طائفتين تنهزمان (٣).
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٧ (١٧ / ٢٤٦).
(٢) في الكامل ١٠ / ٦٣٩.
(٣) وزاد في الكامل : «كل واحدة منهما من صاحبتها». والخبر باختصار في : المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٣٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٣.