الفرس أتلفته. وتلاحقت الأجناد ، فهرب إيليا ، ثمّ ظفروا به ، فقتله صبرا ، وقتل جماعة بمجرّد قول إيليا فيهم ، وبنى على أخيه حائطا ، فمات جوعا. وبالغ في الظّلم والعسف ، وبنى دار المسرّة بالقلعة ، فجاءت بديعة الحسن (١).
[خلاف الإسماعيلية والسّنّة بمصر]
وفيها جاءت الأخبار من مصر بخلف ولدي الحافظ لدين الله عبد المجيد وهما : حيدرة (٢) ، والحسن. وافترق الجند فرقتين ، إحداهما مائلة إلى الإسماعيلية ، والأخرى إلى مذهب السّنّة. فاستظهرت السّنّة ، وقتلوا خلقا من أولئك ، واستحرّ القتل بالسّودان ، واستقام أمر وليّ العهد حسن ، وتتبّع من كان ينصر الإسماعيليّة من المقدّمين والدّعاة ، فأبادهم قتلا وتشريدا.
قال أبو يعلى حمزة (٣) : فورد كتاب الحافظ لدين الله على شمس الملوك بهذا (٤) الخلاف (٥).
[نقض الفرنج الهدنة]
وفيها فسخت الفرنج الهدنة وأقبلت بخيلائها ، فجمع شمس الملوك جيشه ، واستدعى تركمان النّواحي ، وبرز في عساكره نحو حوران ، فالتقوا. وكانت الفرنج في جمع كثيف ، فأقامت المناوشة بين الفريقين أيّاما ، ثمّ غافلهم شمس الملوك ، ونهض ببعض الجيش ، وقصد عكّا والنّاصرة ، فأغار وغنم ، فانزعجت الفرنج ، وردّوا ذليلين ، وطلبوا تجديد الهدنة (٦).
__________________
(١) ذيل تاريخ دمشق ٢٤١ ، ٢٤٢ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٨ ، ٩ (حوادث ٥٢٧ ه). وقد تقدّم هناك باختصار ، وانظر : مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٤٧ ، ١٤٨ ، ونهاية الأرب ٢٧ / ٨٤ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٥٢.
(٢) وكنيته : أبو تراب. (أخبار الدول المنقطعة ٩٨).
(٣) في ذيل تاريخ دمشق ٢٤٢.
(٤) في الأصل : «بهذه».
(٥) انظر تفاصيل الخبر في : أخبار الدول المنقطعة ٩٦ ، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٨٦ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، والدرّة المضيّة ٥١٤ ، ٥١٥ ، والمقفّى الكبير ٣ / ٤١٦ ـ ٤١٩ ، واتعاظ الحنفا ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٥.
(٦) ذيل تاريخ دمشق ٢٤٢ ، ٢٤٣ ، الكامل في التاريخ ١١ / ١١ ، ١٢ ، مرآة الزمان ج ٨ ق ١ ١٤٨ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٨.