سنة تسع وعشرين وخمسمائة
[إخراج مسعود من بغداد]
قد ذكرنا أنّ الخليفة قال لمسعود : أرحل عنّا. وأنّه بعث إليه بالخلع والتّاج ، ثمّ نفذ إليه الجاوليّ شحنة بغداد ، مصانعا له على الخروج ، وأمره إن هو دافع أن يرمي خيمته (١). ثمّ أحسّ منه أنّه قد باطن الأتراك ، واطّلع منه على سوء نيّة ، فأخرج أمير المؤمنين سرادقه ، وخرج أرباب الدّولة ، فجاء الخبر بموت طغرل (٢) ، فرحل مسعود جريدة ، وتلاحقته العساكر ، فوصل همذان ، واختلف عليه الجيش ، وانفرد عنه قزل ، وسنقر ، وجماعة ، فجهّز لحربهم ، وفرّق شملهم ، فجاء منهم إلى بغداد جماعة ، وأخبروا سوء نيّته ، منهم البازدار ، وقزل ، وسنقر (٣).
[القبض على أنوشروان]
وسار أنوشروان بأهله إلى خراسان لوزارة السّلطان مسعود ، فأخذ في الطّريق (٤).
[استرجاع زنكي المعرّة]
وفيها افتتح الأتابك زنكيّ بن آق سنقر المعرّة ، فأخذها من الفرنج. وكان لها
__________________
(١) في المنتظم : «أن يحط خيمه».
(٢) كتاب الروضتين ١ / ٧٩ ، العبر ٤ / ٧٥ وفيه «طغريل» ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٩.
(٣) المنتظم ١٠ / ٤١ (١٧ / ٢٩١) ، وانظر : الكامل في التاريخ ١١ / ١٩ و ٢٤ ، ٢٥ ، والتاريخ الباهر ٤٩ ، كتاب الروضتين ١ / ٧٩ ، العبر ٤ / ٧٥.
(٤) المنتظم ١٠ / ٤١ (١٧ / ٢٩١).