الأوّل : أنا نقسم الوجود الى الواجب والممكن ومورد التقسيم مشترك بين القسمين.
الثاني : مفهوم السلب واحد فنقيضه كذلك وإلّا تعدد فلا حصر للنقيضين.
الثالث : أنا إذا اعتقدنا وجود ممكن جزمنا بوجود سببه وتشككنا في كون السبب واجبا او ممكنا لا يخرج جزمنا بالوجود فدل على أنه مشترك بينهما.
احتج الخصم : بأن الوجود نفس الماهية على ما يأتي فلا يكون مشتركا.
والجواب : سيأتي تكذيبهم في أن الوجود نفس الماهية.
تذنيب : لما ظهر أن الوجود مشترك ، ظهر أنه زائد والّا لكان جنسا لجميع الموجودات ويتسلسل العلل والمعلولات.
ولأنا نفهم الماهية ونشك في الوجود.
ولأن الممكن من حيث هو موجود غير ممكن العدم ، ولأنا ندرك تفرقة ضرورية بين قولنا : السواد سواد ، والسواد موجود.
احتجّ الخصم (١) بانه لو كان زائدا فمحله اما ان يكون موجودا بهذا الوجود فيكون الشيء مشروطا بنفسه او بغيره فيلزم التسلسل ، واما ان يكون معدوما فتكون الصفة الوجودية حالّة في المحل المعدوم وهو سفسطة ، وإلّا لجاز (٢) أن يقال : إن السواد والسطوح المشاهدة قائمة بأجسام معدومة وهي (٣) دخول في الجهالات.
والجواب : أن الماهية من حيث هي هي مغايرة لقيدي الوجود والعدم ، فجاز حلول الوجود فيها من حيث هي هي لا باعتبار أحد القيدين.
__________________
(١) القائل بان الوجود نفس الماهية وليس زائدا عليها هو ابو الحسين البصري وابو الحسن الاشعري كما مر في التعليقة السابقة.
(٢) ب : جاز.
(٣) ج : هو.